الاثنين، 6 سبتمبر 2010

من مدونة الصديقة "ست الحسن"

23 ابيل 2010


زوجةُ أبى    http://setelhosn.blogspot.com/2010/04/blog-post_23.html


أهدى هذا النص إلى مدونة وأنا مالي


أمي التي أكرهُها
دائماً تقولُ أنني مجنونةٌ
أنا أحمِّلُها مسئوليةَ تعاستي
وهي تسرفُ في قمعي

حينما كنتُ في الاعدادية جذبتني من شعري على السُلَّم
لأنني أردتُ الذهاب إلى المكتبة
لم تشتري لي الشيكولاتة مثل كل الأمهات ولا اللعب
كان علىَّ أن أغضبَ وأصرخَ يومين كاملين 
كي تشتري لي زمزميةً صغيرة

تحكي لي عن حوادث الاغتصاب منذ كنت في الثامنة
جعلتني أرتجفُ كلَّما مرَّ رجلٌ بجواري
أسمتني المكسحة
وقالت أنني ابنتها المعطوبة التي لن يحبها أحد
أمشى بصعوبة 
ليس لأن قدماي تالفتان كما اعتادت أن تقول لي
ولكن لأنني أخاف من كلِّ الآخرين
أخافُ
في الشارع تطاردُني هواجسُ القتل والخطف والاغتصاب
فأتحركَ نحوالعالم بصعوبة شديدة

أبي كان يبتسمُ كلَّما شكوتُ له
كان يعرفُ أنها تَغارُ مني
أبي يأخذني بين ذراعيه كي أنامَ
أستيقظُ على صراخها كي أذهب للنوم في سريري
أبي يحبُّني ويرسمُ لي نجمةً فضيةً على باب حجرتي
أستيقظُ لأجدَها تلمعُ باسمي

(هل قلتُ أنه لم يكن لي حجرةٌ خاصةٌ أبداً
هل قلتُ أبي
لم يكن لي أبٌّ أيضاً )

إنَّ أمي تحتاجُ إلى أمٍ
إنَّها طفلةٌ كبيرةٌ
حينما كنَّا صغاراً كانت تتشاجرُ معنا على اللُّعب لتأخذَها
أحياناً تُخفيها وأحياناً تلعبُ بها وحدَها
صوت الرعد كان يُفزعها جداً فتستيقظ خائفةً
فنتحلقُ حولَها وأكبرُنا لا يتجاوز العاشرة
كي نطمئنها ونخبرها ألا تخاف

كانت خائفةً من كل شىء
من الجبران ومن بائع الفول ومن بائعة اللعب ومن فرن العيش
كتلةً متحركةً من الخوف تلتقطُ الخطرَ من كل الاتجاهات الممكنة

لم تقُل لي أمي مرةً واحدة أنني جميلة
فلم أستطع أن أصدَّقَ إلى الآن أنني جميلة

أبي كان يبتسمُ فقط
يأخذُني بين ذراعيه ويبتسمُ ولا يملكُ أن يدافعَ عني
لا يملكُ أن يُخرِجَني من زنزانة البيت
يبتسمُ ويتركُني أبكي حتى أنهدُّ من التعبِ وأنام

إنَّها تعاقبني لأني أنثى
ترغبُ باستبدالي أو بتحويلي إلى ذكرٍ كي ترتاحَ
تكرهُ أن أضعَ المكياجَ وأصففَ شعري
تصرخُ كلما صرت جميلة

كيف أطلبُ من امرأةٍ لا تحبُّ نفسَها أن تحبَّني
كيف أطلبُ منها أن تفخرَ بابنتها
هي التي لم يعلمُوها سوى أنَّ النساء يجلبن العار

لا أريدُ أن أشبه أمي
لا أرغبُ في أن أتحوَّلَ إلى مصنعٍ للخوف
أنا في طريقى إلى ذلك فعلاً
لأنني أخافُ
أخافُ 

أتشاجرُ مع مشاعري
أرغبُ في أن أحبَّ أمي
مثل كل البنات اللاتي يحبون أمهاتهن
ليس لدى جناحان
وأعرف أنني أكرهها

لم أكتشف أنني ربما أحبها دون وعي
إلا منذ شهرٍ تقريباً
حينما وجدتها تبكي من الوحدة
تعيسةً جداً
تقريباً أكثرَ تعاسةٍ منِّي
تعاطفتُ قليلاً معها
رأيتُ وجهها الضعيف فاقد الحيلة تجاه العالم
فانساب الحنانُ باتجاهها

إلى أمي التي لا أعرفُ حقاً إن كنت أكرهها أم لا
إنَّ بإمكاني أن أحبَّكِ في يوم ما

ليست هناك تعليقات: