الأربعاء، 25 يناير 2017

نوارة نجم بتحكى عن يوم ٢٥ يناير ٢٠١١



جاتلي رغبة احكي في المحكي عن اليوم ده مع اني حكيت كتير
قبلها بليلة كنا سهرانين مع بعض زي ما قلت لكم امبارح وما كانش عندنا اي تصور ان فيه حاجة حتحصل ما عدا مالك مصطفى هو الوحيد اللي كان بيقول فيه حاجة حتحصل احنا قعدنا نئلش ونقول حننزل احنا وناخد العلقة المتينة والناس حتنضرب واللي حيتقبض عليه وانا حافضل اجري ورا عربية الترحيلات بالعربية كما هو العادة
بعدين صحيت الصبح ولبست عشان نازلة ماما قالت لي سيبي لي نمر اتصل بيها لو جرالك حاجة، سبت لها نمرة مالك عدلي وخالد علي ومالك مصطفى وفاطمة عابد وقلت لها دول تحت اي ظرف حيبقوا عارفين انا فين او جرالي ايه
نزلت من الاسانسير واتصلت بمالك عدلي قلت له: انا نزلت اهو يا مالك بس بابلغك
وبعدين اخدت العربية وركنتها في شارع الجلاء ومشيت لحد التحرير
التحرير كان ساعتها ثكنة عسكرية وفيه واحد ماشي ورايا حاطط الموبايل على ودنه وما بيتكلمش
قابلت حسن ديفيد وقلت له شايف اللي ماشي ورايا؟ قال لي شايفه...
تعالي امشي معايا كأننا واحد وواحدة عاديين
بنتخفى يعني
لفينا ووصلنا لحد ماسبيرو لقينا مظاهرة وفيها ايمن نور وناس من حزب الوفد  رافعين اعلام حزب الوفد وانا قعدت ازعق لهم، والمظاهرة كانت كبيرة نسبيا مقارنة بالمظاهرات التحفة بتاعتنا قبل الثورة
وكنا قصاد ماسبيرو بنقول ارحل
كنا بنقول ارحل
الساعة كانت واحدة الضهر
عشان ماحدش يقول الناس كانت نازلة تنكد ع الشرطة وضد حبيب العادلي
وفضلنا ماشيين وكل ما نمشي المظاهرة تكبر
لقينا نفسنا عند بولاق ابو العلا والناس بتكتر
شوفت عمر سعيد وقلت له: اهتف هتافات لها علاقة باكل العيش عشان الناس تضم علينا
قال لي: ما هم ضامين علينا... بس حاضر.. الم لك ناس تاني
وفعلا قعد يهتف هم بياكلوا حمام وفراخ واحنا الفول دوخنا وداخ
واحنا تحت الكوبري بابا اتصل بيا وقال لي: انت فين يا نوارة؟
قلت له: احنا بنحرر مصر يا بابا
سكت حبة كتييير قوي لدرجة اني افتكرت ان الخط قطع، وبعدين رد عليا بصوت مبحوح وقال لي خلي بالك من العيال اللي معاكي
وقفل من غير باي باي
ماما للغرابة ما اتصلتش... مش عارفة ليه
امي دي لما بانزل من الاسانسير بتتصل تتطمن ان الاسانسير ما وقفش بيا ولما باركب العربية بتتصل تطمن ان العربية دارت ولما بامشي بيها بتتصل تطمن انها ما اتقلبتش بيا وهكذا
اليوم ده ما كلمتنيش
عرفت بعد كده ان ابويا كلمها وهو بيعيط وقال لها انا عايز نوارة ترجع انا خايف، قالت له: واللي معاها مالهمش ابهات وامهات؟ يسري عليها اللي يسري عليهم
وبعدين فضلنا ماشيين لحد ما دخلنا نفق شبرا
انا فاكرة في نفق شبرا قابلت السيناريست محمد دياب وسلم عليا وبعدين كملنا مشي
فضلنا ماشيين في شبرا واحنا مش عارفين هم راحوا فين لحد ما قابلونا في شارع شبرا
الشرطة
ضربونا ضرب غرائب الابل
وغاز غاز غاز
وقبضوا على ناس
واحنا جريناا في الشوارع الجانبية
كان معايا ناس مش فاكرة هم مين بس  تقريبا هم اصحابي لكن انا مش فاكرة مين
دخلنا استخبينا في جامع
الناس كانت بتحدف لنا مية من البلكونات وبتخبي اللي بيجري في البيوت
دخلنا الجامع وهنا اتصلت امي عشان تسألني صليت ولا لا، فقلت لها انا في الجامع وحاصلي اهو، فقفلت على طول
قلعت الجاكيت وقلبت الطرحة عشان اتخفى احسن البوليس يعرفني
وارجو ماحدش يسخر من مجهوداتي في التخفي لان كل اللي معايا عملوا كده
مشينا وركبت تاكسي مع تلاتة مش فاكرة منهم حد خالص وروحنا التحرير
وصلت التحرير لقيته مفتوح والشرطة واقفة عند محمد محمود والشيخ ريحان وسايبة الناس جوه الميدان
وقالوا لي ان كان فيه غاز وضرب وبعدين الناس شدت عليهم فالشرطة تراجعت لورا وقالت لهم افضلوا قاعدين هنا لحد الساعة اتناشر بالليل اخركم
دخلت بقى لقيت اصحابي كلهم وفاطمة ومالك ومالك واسماء وندى قصاص وجيمي وجمال عيد وكل اصحابي قعدنا في الصينية
ومش عارفة الوقت مر ازاي
وجه علاء الاسواني
وجه ابراهيم عيسى
وجه سيد سرنجة
وفيه ناس جابت بطاطين 
والدنيا ليلت علينا
واذا ببعض من المتمرسين على الحراك الوطني وقعوا في حيص بيص: ايه ده؟ ده فيه حاجة حصلت فعلا... طب احنا حنمشي امتى؟
وعملوا اجتماع عشان يتباحثوا حيمشوا امتى
فابراهيم عيسى قال للناس: اهدوا يا جماعة.... نمشي ليه؟ احنا مش نزلنا؟ هو احنا نزلنا عشان نمشي... انتوا وراكوا حاجة؟ انا عن نفسي ما وراييش... احنا قاعدين
والناس كلها كانت بتحضن بعض وبتعيط... العدد كبير والناس كانت عمالة تقول الشعب يريد اسقاط النظام
وبعدين كان فيه هتاف وجع لي قلبي: اهم اهم اهم المصريين اهم لسه فيك رجالة يا مصر لسه فيك رجالة يا مصر
طيب انا عيطت
حاكمل بعدين

التكملة
وبعدين فضلنا كده لحد ما جات الساعة اتناشر فتقريبا الشرطة اتعاملت معانا على اننا سندريلا ويالا روحوا
كل ده هم مش واخدين الموضوع بجدية
نروح مين
مش مروحين
الشعب يريد اسقاط النظام
قام شغلوا الغاز والمدرعات وضرب ضرب ضرب
اقول لكم على حاجة
امثالنا من اللي متعودين على المظاهرات من ايام ما كانت على سلم النقابة خمسين واحد بيتعاملوا على ان اول ما الضرب يشتغل نجري عشان ما يتقبضش علينا او ننطخ رصاصة
وده يرجع لان لو اتقبض علينا ما حدش حيسأل في قرعتنا وبس حنبهدل المحامين ورانا
فهممنا بالجري 
قوم اييييييييييييه
قوم لقينا الناس اللي مش متعودة تنزل مظاهرات وتقريبا دي اول مرة في حياتها تتظاهر متبتة ما بتجريش
وراح متشعلقين في المدرعات
وواد كبرت في دماغه ازاي الشرطة بتضربه، راح متشعلق في المدرعة اللي بتضرب علينا وراسه والف جزمة قديمة ينط للظابط اللي جوه عشان يضربه زي ما ضربنا
وامثالنا من بتوع المظاهرات تنحوا واسقط في ايدينا... ايه ده؟ الناس بتعمل كده فعلا؟
فعلا؟
ده احنا فاكرينهم حيجروا قدامنا واحنا بقى الصيع اللي مقطعين البوطاقة
اتضح اننا اجبن منهم
واتعلمنا الشجاعة والثبات من الناس اللي اول مرة تنزل
قد يكون عدم العلم بالشيء بيدي شجاعة
دي ناس لا شافت سجن ولا واجهت شرطة قبل كده، فهو مش متخيل يعني.. احا انا باتضرب؟ وحاجري؟ اجري ليه يعني؟ مش جاري
فرحنا رجعنا
وساعتها جيميهود قال لي: هو فيه ايه؟ الناس عندها اصرار رهيب... مين دول؟ بيعملوا كده ليه؟ ده بجد ده؟
وفضل الموضوع بين كر وفر
الضرب يشد من الشرطة شوية نقوم نجري ونستخبى في الشوارع الجانبية وبعدين جوه الشوارع الجانبية الناس يلموا بعضهم ويطلعوا تاني 
وهكذا لحد الساعة اتنين بالليل
انا جريت ووصلت لحد العشوائيات اللي ورا التلفزيون دي اللي عند السوبر جيت
الحتة دي المتعارف عليه انها خطر 
يعني بنت ولوحدها وفي منطقة عشوائية الساعة واحدة بالليل
لقيت الناس اللي بيقولوا عليهم خطر دول بيقولوا لي: تعالي تعالي... استني ما تطلعيش من نفس الحتة اللي دخلتي فيها، احنا حنعرف نعديك
بعدها بشوية دخل شباب مخنوقين من الغاز والشباب كان متفرق يعني مش متفقين يخشوا مع بعض
الناس بقت تديهم مية 
هم كان عايزين يهربوني عشان بنت بس انا طنشت وطلعت مع الشباب اللي ما اعرفهمش دول
اتجمعوا واول ما شافوا عربية شرطة قعدوا يزعقوا لهم ازاي وازاي بيضربوهم... تقريبا اتصدموا يعني ما كانوش متخيلين انهم حيعملوا كده
المهم فضل الكر والفر لحد اتنين بالليل وانا فيصت وروحت
وقررت انزل تاني يوم
انا مش حاحكي على تاني يوم بقى... تعبت

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

كملي عن تاني يوم :)