الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

من مدونة الصديق بنـــي عبـس أون لاين

http://bani-3abs.blogspot.com/2010/01/blog-post_27.html     WEDNESDAY, 27 JANUARY 2010


والله العظيم أنا إسمي محمد


إيه اللي يخلي أطفال صغيرين في الحضانة (عمرهم من 4 إلى 5 سنوات) يضطهدوا طفل زميلهم علشان اختلافه معاهم في الدين؟
يا ترى الأطفال في السن ده يعرفوا يعني إيه ديـن ويعني إيه اختلاف؟

ما أظنش


أنا بقى (كاتب هذه السطور) واحد من الأطفال (قصدي سابقاً يعني) اللي كانت لهم تجربة مبكرة مع الاضطهاد الديني !! ـ

اسمي محمد
آه والله... اسمي محمد من ساعة ما اتولدت

وده يعطي إيحاء للجميع أن أنا مسلم


ومع ذلك تعرضت للاضطهاد الديني في الحضانة من زملائي (الأطفال الأبرياء ــ قال أبرياء قال !) اللي كانوا كلهم ـ بلا استثناء ـ مسلمين

وصل هذا الاضطهاد أحياناً إلى درجة ضربي على يد هؤلاء العيال جهاداً في سبيل الله


لأ أنا مش شيعي زي ما يمكن تكونوا اتخيلتوا


بس مش عــارف إيه اللي طلَّـع في دماغــات العيـال دول أني مسـيحي ! ـ


آه والله.... مسيحي مرة واحدة


مسيحي

واسمي محمد..


ماما بتقول لي أني كنت وأنا صغير "أصفراني" وشعري لونه فاتح

وده في الصعيد (حيث كنت) يعتبر علامة شبه أكيدة على أن الشخص اللي قدامك حاجة من اتنين: يا إما مسيحي... يا إما بحراوي


الغريبة أن بعض العيال كانوا عارفين أن اسمي محمد، ومع ذلك برضه ما اقتنعوش أني مسلم (جايز اعتبروها تقية مثلاً؟) ـ

المهـــــــــــــــم

شبعت ضرب وشتيمة من العيال اللي كانوا بيقولوا عليا "الخواجة"، ودي في العرف الشعبي الصعيدي مرادفة لكلمة "القبطي" ـ


* * * * *


طبعاً ما عمَّـرتش في الحضانة بسبب هذا النبذ والاضطهاد الديني

ولما دخلت المدرسة مش عارف ليه ربنا هدى العيال عليا واقتنعوا بأني مسلم

يعني زي ما كنت مش عارف هما ليه اعتبروني مسيحي، برضه ماعرفتش هما ليه فجأة اعتبروني مسلم وموحد بالله زيهم !! ـ

الفصل بتاعنا كان فيه ولد مسيحي واحد

مسيحي بجد المرة دي


ورغم أني ما أفتكرش أن أهلي أو مدرس الدين قالوا لنا حاجة وحشة عن المسيحيين (والدي مثلاً كان بياخدني عند زميله المهندس المسيحي جارنا علشان نعيد عليه هو ومراته... ماكانش عندهم عيال مع أنهم كانوا أكبر في السن من بابا وماما... وكان ده في نظري شيء غريب) ـ

رغم أن التربية (البيت) والتعليم (المدرسة) ـ لغاية المرحلة اللي باتكلم عنها ـ ماكانوش بيربوا فينا روح العداء لأي حد، لكن يعملوا إيه بقى في أصدقاء الشارع وزملاء المدرسة اللي جايين من أوساط مختلفة ونشأة مختلفة؟


المهم أني فهمت من العيال أن الواد المسيحي (أمير) اللي معانا في الفصل كـافـر.... (يعني زي الكفار اللي في كتاب الدين يا شعبان؟ ـ أيوة، زي الكفار اللي في كتاب الدين يا محمد ـ يعني بيعبدوا الأصنام وكده؟ ـ أيوة بيعبدوا الأصنام... مش كفار يا عم؟)ـ
وكانت متعتنا (ومتعتي الشخصية فيما بعد) لما نتجمع حوالين الواد أمير وواحد مننا يقول له: ـ

ــ مين اللي خلق الدُرج يا أمير؟

يبص أمير لفوق ويشاور بسبابته (زي ما بنشوف في بعض صور المسيح) ويقول في خشوع كلمة واحدة: ـ

ــ الله


واحنا نهيَّــص بقى: ـ

ــ الحقوا يا عيال... أمير الكافر بيقول "الله".... أمير أسلم يا عيال

واحد تاني يسأله (في حدود البيئة المحيطة): طيب مين خلق الطباشيرة يا أمير؟

الواد يبص نفس البصة لفوق ويقول بنفس الطريقة: ـ

ـــ الله



وهكذا دواليك... واحنا نهيص ـ بعد كل سؤال وإجابة ـ ابتهاجاً بــ "إسلام" أمير، ويفـتي أبو العريف اللي فينا بأن أمير ما دام بيقول كده يبقى أسلم من ورا أبوه وأمه


وأنا كنت أكتر واحد بيستمتع بالاستجواب العقائدي ده

على الأقل العيال لقوا واحد غيري يمارسوا عليه هوايتهم الدعوية

الاثنين، 13 ديسمبر 2010

من مدونة الصديقة مريم صفوتBecause Mum Wants It


http://mariamakmal.blogspot.com/2010_12_01_archive.htmlTORSDAG DEN 2. DECEMBER 2010


Drabble #5

His heart tells stories, as it beats against my hand. I sing along to them, and he laughs at my silliness. The world howls through the cracks in the windows, and we drown it out with crackling fires and laughter that’s too loud. I ignore the strain in his smile, and the knots in my stomach. I sleep uneasy, but we don’t speak of it. The snow melts slowly, and our walls melt with it. He grips my hands harder, and the stories in his chest run faster than I can follow.
We never had forever, but we pretended to.
.
Indsendt Af Mariam Akma

السبت، 4 ديسمبر 2010

رندا شعث في معرض جديد: صور لن تنشرها الجريدة


رندا شعث في معرض جديد: صور لن تنشرها الجريدة

من جريدة الاخبار البيروتية فى 4 دسمبر 2010

من المعرضمن المعرضالفنانة الفلسطينيّة تحب الناس فتصوّرهم. ذات يوم وجدت نفسها أمام كليشيهات «خارج الألبوم»، فصنعت منها معرضاً في شقّة في الزمالك
القاهرة ــ محمد خير
«أتفهّم توتّر الناس عندما أصوّرهم»، تقول رندا شعث. «في التصوير شيء من الاقتحام، شيء من العدوان»، تصمت ثم تبتسم معترفة: «أنا نفسي أخجل عندما يصوّرني أحد». لهذا ربما، تترصّد في معرضها القاهري الجديد «خارج الألبوم» لحظات لا يتنبّه فيها أحد إلى الكاميرا. لقطات ما خلف الصورة، ما وراء الرسميات، ما قبل النظر إلى العدسة. ظل طفلة راقصة انعكس على جدار. بائعة شاردة في محل تجاري. عائلة تتناول الغداء. عروسان يتحدثان في الشارع، لكن «معظم صور المعرض من حياتي وحياة عائلتي» تكشف رندا، «لأنّي في السنوات الأخيرة لم أمتلك ما يكفي من الوقت لمراقبة الآخرين». شُغلت رندا في عملها رئيسة لقسم التصوير في جريدة «الشروق»، فلم تعد تزاول التصوير كثيراً، لكنها استمرت في تسجيل مشاهد يوميّة من حياة العائلة والأصدقاء. وفي لحظة ما، وجدت حولها كنزاً من الصور «غير الرسمية». واصلت التسجيل ليتفتّح المشروع عبر عدستها المتسللة، فكان معرضها الجديد الذي اضطرت فيه إلى استئذان مَن صورتهم قبل عرض الصور. «وافقوا جميعاً» تقول متنقّلة بين الأعمال، فيبدو مجال «العائلة» أكثر اتساعاً من صلة الدم. ها هو يسري نصر الله مستريحاً من بعيد على كرسيّ الصالون، ومحمد عبلة غارقاً في الظل خلف باب مرتفع، وتطلّ «الصحافة» في صورة جيهان السادات جالسة في إرهاق الشيخوخة، تبدو كنائمة وأمامها قطتها النائمة بدورها على طاولة الصالون، وهي صورة لم تنشرها الجريدة. المعرض الجديد هو الـ 15 في مسيرة رندا شعث. المصورة الفلسطينية المصرية لم تعد مشغولة بجنسيتها: «أنا أيضاً لبنانية وجزائرية، بل منحت نفسي الجنسية السويسرية (تضحك)، لكن تلك قصة أخرى». المعرض لا تستضيفه أيّ غاليري أو أتيليه، هو في شقة سكنية في الطابق الثالث من إحدى بنايات حي الزمالك. عندما بحثت رندا عن قاعة تستضيف معرضها، وجدت تأجيلاً من قاعات العرض المحجوزة سلفاً لأسابيع طويلة. اقترح صديقها الأكاديمي كمال فهمي المدرس استضافة المعرض في شقته. تحمست للفكرة التي وجدتها قريبة من روح المعرض نفسه.
قاومت الديجيتال طويلاً ثم رضخت لهذه التقنية التي تمنح فرصة للجميع
وسط دوّامة العمل المرهق في الصحافة اليوميّة، تستعيد الفنانة بشيء من الحنين تجربتها الطويلة في العمل مع «أهرام ويكلي»، ورئيس تحريرها الراحل حسني جندي: «كان شغوفاً بفن الصورة، أتاح للفوتوغرافيا أكبر مساحة على صفحات الجريدة». لكنّ الاهتمام الذي أولته الـ«ويكلي» للصورة في عهد مؤسسها الراحل، لم يكن العامل الوحيد لتميز التجربة. كانت الجريدة أسبوعية، ما أتاح فسحة الوقت اللازم للفوتوغرافيا كما تعرفها شعث. «أعبر عن نفسي وعن أفكاري من خلال التصوير. ربما لذلك، اخترت التصوير التسجيلي الذي يتيح فرصة التأمل، وبناء علاقات مع الناس، بل أحياناً أقيم العلاقة الإنسانية، ولا أصوّر سوى ما أحب. لذا لا أستطيع تصوير مكان لا أعرفه ولا أفهمه بما فيه الكفاية».
لكن المعرفة والحب والفهم المتأني متطلبات تحتاج إلى تمهل قد لا تسمح به دوامة الصحافة اليومية، فضلاً عن أن «الصحافة العربية لا تهتم بالصورة كما ينبغي». أي أن تكون الصورة جزءاً أساسياً من التقرير الصحافي. اليوم، تحاول شعث تنفيذ رؤيتها من خلال مصوّريها الشبان في «الشروق»، تستمتع بتدريبهم: «ربما اكتشفت في نفسي شخصية معلمة»، تقول، هي التي عملت سابقاً مع أحد أشهر المعلمين الراحل محيي الدين اللباد، وأصدرت من خلال «دار الفتى العربي» كتابين فوتوغرافيين: «وطني على مرمى حجر ـــــ مخيم فلسطيني في مصر»، و«مصر أم الدنيا» عن آثار القاهرة الإسلامية.
مجموعة صور «خارج الألبوم» إذاً، جمعتها رندا شعث وأقامت بها معرضاً. لكنّها وفّرت لها فكرة معرض آخر بعنوان «بيت جدتي»، وهو مشروع قديم أرادت فيه توثيق البيت الذي بناه جدها لأمها بيديه في اسكندرية الثلاثينيات. البيت العتيق في منطقة المندرة، أحاطته الآن الأبراج السكنية العالية، وهو مهدد بأن يبتلعه وحوش الاستثمار. هناك مشروع آخر أرادت تنفيذه. بعد اتفاق «غزة أريحا أولاً»، زارت فلسطين باحثة عن مسار خط سكة حديد الشرق القديم. القطار الذي ربط قديماً بين مصر وفلسطين لم يعد له وجود بعد الاحتلال الإسرائيلي. حتى إنّ إسرائيل استخدمت بقايا القضبان الحديدية في تدعيم خط بارليف على طول قناة السويس. أرادت ابنة نبيل شعث توثيق ما جرى لقطار الشرق، لكنها لم تجد شيئاً. في غزة، سألت عن موقع محطة القطار القديمة فلم يعرفها أحد. بضربة حظ، لمحت لافتة فندق قديم، كتب عليها «فندق المحطة». هناك أشار إليها شيخ من السكان نحو البيت الذي أقيم في مكان المحطة القديمة. ما زالت بقايا أحجار المحطة بين أساسات البيت. ساكن البيت حكى لها عن المحطة التي كانت المعبر بين فلسطين والمملكة المصرية، انحنى ورسم على الرمال هيكل المحطة القديمة كما كانت قبل ستين عاماً. تقول «كانت تلك صورة رائعة لم ألتقطها».
بدأت رندا التصوير بالأبيض والأسود. واكتفت باللونين وظلالهما طويلاً جداً. لم تدخل الألوان لوحاتها الفوتوغرافية إلا منذ فترة قريبة. «للّون حرارة يجب استعمالها بحساب ولتحقيق معنى» تقول. أما الأبيض والأسود، فأصبح استخدامهما أصعب مع مرور الزمن. والمفارقة أنّ خام أفلام الأبيض والأسود وحده يتحدى الزمن وقد يعيش مئة عام. لكن المعامل التي تحمض الألوان القديمة وتطبعها، أخذت تختفي يوماً بعد آخر. على أي حال، كانت رندا تحمض صورها بنفسها، وما زالت تحتفظ في البيت بمعمل التحميض رغم أننا دخلنا عصر الديجيتال. «كنت متوجسة من الديجيتال ربما لأنه سهل الاستخدام، ولكونه أتاح التصوير للجميع ما هدد مكانة المصور». لكنّها توصلت إلى هدنة مع التصوير الرقمي في النهاية، ورضخت لمقتضيات التقدم: ينبغي أن نعترف أيضاً بأن التقنيات الجديدة، «تمنح جميع الناس فرصة التعبير عن ذواتهم». هؤلاء الناس الذين ظنت أنّ كلاّ منهم يصلح بطلاً لصورة، ثم اكتشفت أن ذلك ليس صحيحاً. المصورة التي تحمل خبرة طويلة في التواصل مع شخوص لوحاتها الفوتوغرافية، لم تستطع إكمال مشروع معرضها «الرصيف»، بعدما اصطدمت أثناء تحقيقه بتصاعد العنف المستتر في الشارع، وتزايد كلمة ممنوع التي يواجهها المصور في كل شارع عربي... فضلاً عن نغمة «سمعة مصر» التي أصبح المصور يواجهها في الشوارع المصرية، كلما أراد تصوير شيء غير الفنادق والأهرام. يستعرض المشروع لحظات إنسانيّة خاصة في أماكن عامة، وقد عُرضت صور «الرصيف» مع إشارة إلى كونه مشروعاً لم يكتمل. يبقى التصوير خارج المدينة أسهل، تلاحظ رندا، حيث البشر أقل عنفاً وأكثر فضولاً وحباً للكاميرا. وتبقى مهمة المصور التواصل مع الناس الذين يحبون الظهور في صورة جيدة، مهما كانت ظروفهم، وهم يدركون فوراً هدف المصور، يميزون بين من يصورهم تسجيلاً لحياتهم، أو تعالياً عليهم، أو حباً لهم.
حتى 9 كانون الأول (ديسمبر) ـــــ 3 شارع أحمد حشمت، الزمالك ـــــ الدور الرابع. للاستعلام: 0020106154670


«أبناء» رندا
ما تعلّمته رندا شعث من فريق المصوّرين الذي تديره في «الشروق» هو «ديموقراطية الصورة». هؤلاء الشبان أبناء العصر، وما يوفّره من الوسائط الحديثة. لكنها تهددهم أحياناً ضاحكة «إذا ماسمعتوش كلامي هامشي». لن تنفّذ التهديد إلا إذا شعرت بأنها انتهت من نقل خبرتها إليهم. تصمت ثم تقول: «ربما تعرف أنني فقدت ابناً قبل أيام»، تقصد المصور الشاب محمد حسن، الذي توفي في حادث أليم قبل عيد الأضحى الأخير.

الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

من موقع فلسطين الان



هذا ما فعله الجواز الأمريكي بالضابط المصري؟!http://paltimes.net/arabic/read.php?news_id=121226

هذا ما فعله الجواز الأمريكي بالضابط المصري؟!

براء شرف

الرحلة إلى غزة أو مغادرتها عبر البوابة المصرية أصبحت قطعة من العذاب، ونموذجاً للمذلة التي يتجرعها أبناء القطاع في صبر مسكون بالدهشة، في حين أنها تُشين مصر الرسمية وتُسئ إليها أيما إساءة.

ذلك أن الغزاويين الذين يحنون إلى وطنهم وأهليهم ما إن يصلوا إلى مطار القاهرة الدولي حتى يُزج بهم في قبوٍ قذرٍ، لا نظافة فيه ولا خدمات، ولا من يسمع إلى شكاوى المحتجزين، ولا من يستجيب إلى طلباتهم، ولا ماء لديهم ولا طعام.

وإنما عليهم أن يشتروا من حرِ مالهم، لأنفسهم وأطفالهم وللشرطة التي تحرسهم، الطعام والشراب و"الدخان"، وبالسعر الذي يُفرض عليهم، فلا أحد يقوى على المساومة أو النقاش، فمن يريد أن يأكل فليدفع، ومن ليس معه فلا يلزمه.

و لم يسلم ذوو الشهداء والأسرى الذين حجوا بمكرمة من العاهل السعودي من الأذى ومن المضايقات أثناء رحلة السفر ، وفي الخطوات الأولى لرحلة السفر أعيق دخولهم عبر معبر رفح ، وبعد الدخول جرى أيضاً تأخير تحركهم إلى المطار  ساعات طويلة وهو الأمر الذي أدى إلى إرهاقهم بشكل كبير ، وفي المطار انتظرتهم مفاجآت أخرى.

وأمام موقف من ذاك القبيل لا تُجدي الدموع، ولا تنفع العبرات، ولا تُغير الاستجداءات ولا الدعوات ولا آهات النساء، وصراخ الأطفال. بل هي قرارات يجب أن تُنفذ، وما على رجل الأمن إلا أن يُنفذها بكل ما تحمل من خشونة وقسوة.

وفتحت السلطات المصرية معبر رفح ، بعد إغلاقه لأكثر من ثلاث سنوات ، وذلك كرد فعل على مهاجمة بحرية الاحتلال لأسطول الحرية أواخر شهر مايو الماضي .

بعض المسافرين يحاولون الخروج من مأزق " الإهانة والتأخير " التي يصل إلى حد الضرب والصراخ ، عبر دفع ما يسمى بـ"البقشيش" للضباط وعناصرهم ، الأمر الذي يحولهم إلى "عبيد" للمسافرين بعد أن كانوا "أسيادا " يأمرون وينهون.

غير البقشيش ، لا ينفعك " جوازك الفلسطيني " ولا يغفر لك "حبك للمصرين " ، إلا إذا كان بحوزتك جواز غربي أو أمريكي خاصة " قد يجنبك الاهانة بل قل "قد يفرش لك "البساط الأحمر " وتنثر لك الورود.
الجواز المنفذ

هذا ما أكده ، أحد المسافرين عبر معبر رفح لفلسطين الآن ، لديه جوازان أحدهما "فلسطيني " ، أهانه والآخر "أمريكي" أعاد له كرامته.

مجمل الحكاية ، وصل المسافر إلى الجانب المصري من المعبر ، أظهر جوازه الذي يعتز به ، وأخفى "الأمريكي" عن أعين ضباط الأمن المصري .. كان الأمر له بالجلوس في غرفة يعرفها كل من سافر عبر رفح .. فقط تنتظر لساعات من الإذلال دون سؤال أو استجواب.

فما كان من المسافر ، أن نادى الضابط وسأله عن مشكلته وأسباب توقيفه .. لم يجب ..فتجادل الاثنان وعلا صوتهما .. فانهال عليه الضابط بصحبة زملائه بالضرب المبرح.

هنا ، طالبهم باستعادة جوازه الفلسطيني بإدعاء عدم رغبته بالسفر ، فأعادوه بعد مماطلة ، فما كان منه إلا أن مزقه في وجههم.

وكانت المفاجئة ، لهم أن أخرج جوازه الأمريكي ، وتوجه إليهم : ماذا أنتم فاعلون ؟!! خيم الهدوء بعد "النعيق والزهيق" ، وسادت أجواء  الاحترام والوقار.

بهت الضابط المصري..هدأ غضبه وسال عرقه ، وتزاحمت عبارات الأسف على لسانه بقدر ما "سب وشتم" بين "إنت يا بيه..متأسفين يا بيه..تفضل يا بيه..ما تآخذناش يا بيه." .

توجه إليه ذاك الفلسطيني ، بالقول :كنت أستطيع تجنب الإهانة هذه ، لكني آثرت أن أجرب كيف يهان الفلسطيني ، فكان ما كنت أسمع عنه ولم أتوقعه والآن صدقته ورأيته بأم عيني".
فنون العذاب

الشاهد في الحكاية "قمة الإهانة والإذلال " التي يعامل بها الفلسطيني على معبر رفح مع مصر ، وهو ما فصله الكاتب والمفكر المصري فهمي هويدي في مقاله "رحلة العذاب إلى غزة". يسرد حكاية احتجاز الفلسطينيين  داخل قبو في مطار القاهرة ، كان أحد ضحايا هذه الرحلة الحزينة فلسطيني  من حملة شهادة الدكتوراة، أرسل بقصته عبر البريد الإلكتروني لنشرها.

يقول هويدي " في ذلك القبو البائس، الذي يتناقض تماماً مع مطار القاهرة الدولي، الذي يتيه ببنائه، وبالخدمات الرائعة ذات النجوم الخمسة التي يقدمها للمسافرين منه، أو العابرين فيه، يجتمع مئات الفلسطينيين مع عشرات آخرين من جنسيات مختلفة.

ونوه أن " الصبغة العامة للمحتجزين أنهم من أبناء غزة، من الرجال والنساء، والشباب والصغار والأطفال..كانوا يعتقدون أنهم سـيجدون من السـلطات المصريـة، معاملـة حسـنـة تليق بهم كفلسـطينيين عرب، عائدين إلى أرضهم ووطنهم، ولكنهم يُفاجأون باحتجازهم من دون المسـافرين وأخذ جوازاتهم منهم، وبعد سـاعتين أو أكثر يظهر شـرطي حاملاً رزمـة جوازات السـفر، ويتولى النداء على الأسـماء، ليسـوق الجميع إلى القبو الآثم، بعد أن تُجري سـلطات الأمن فرزاً مقيتاً للمسـافرين؛ فتفصل الأم عن أطفالها، وتعزل الأب عن أولاده، وتحتجز الأم دون الأطفال، وأحياناً الأطفال دون الأم!!!. ثم " تبدأ الرحلة إلى غزة، في ظروف قاسية، وحافلات غير مريحة"

واقع الحال –يقول هويدي- إن السلطات الأمنية المصرية تُبالغ في إجراءاتها القاسية. إذ فضلاً عن احتجاز المسافرين والعابرين في أقبية مطاري القاهرة والعريش، فإنها تمنع أي وافد غزي من الدخول إلى مصر، حتى يحصل على إذن أمني أو تأشيرة مسبقة.

ويضيف "وإذا حدث أن وصل إلى المطار دون أن يحصل على الموافقـة الأمنيـة والتأشـيرة الرسـميـة، فإن سـلطاتـه تُجبر الشـركـة الناقلـة بإعادة المسـافر من حيث أتى، أما إذا حصل على الإذن أو التأشـيرة فإن هذا لا يعني أن يجتاز الأراضي المصريـة حراً إلى معبر رفح، وإنما يعني أن يُسـافر مخفوراً إلى القبو انتظاراً لقوافل السـبي التي تقوده مع مئات إلى معبر رفح الحدودي.

إلى ذلك ، حين يمر المرء بتجربة من هذا القبيل فإنه لا يستطيع أن يكتم مشاعره، وإنما يظل يستعيد على مسامع أهله ومعارفه قصة المعاناة في الذهاب أو الإياب، كأن المخططين لمسار رحلات الذل والهوان، يريدون أن يتناقل الناس هذه القصص والحكايا، ليمنعوهم من مغادرة القطاع، وليحولوا دون عودتهم إليه وذلك بعد فشل إغلاق المعبر كليا واضطرار القاهرة لفتحه بعد مجزرة أسطول الحرية التي راح ضحيتها عدد من الشهداء الأتراك.

الخميس، 25 نوفمبر 2010

من مدونة الصديق عمرو عزت


عمرو عزت

الإثنين، ٢٩ مارس، ٢٠١٠


جروح مفتوحة .. حرائق محتملة       http://amr-ezzat.blogspot.com/2010/03/blog-post_29.html

كنيسة مؤقتة في حوش بيت مسقوف بجريد النخل لأقباط عزبة بشرى - تصوير: عمرو عزت

الأساليب السريعة لإطفاء نيران «الفتن الطائفية» تترك تحت الرماد مواد قابلة للاشتعال فى انتظار تجدد الشرارة. زيارة لعزبة «بشرى الشرقية" في بني سويف التي تجددت فيها الأحداث الطائفية على مدار سنتين.
"كل شيء على ما يرام منذ جلسة الصلح. العلاقة بيننا وبين إخواننا المسلمين في العزبة جيدة جدا. صحيح لم يصدر بعد ترخيص ببناء كنيسة. لكن سمح الأمن لنا بالصلاة في بيت مؤقتا ونحن في انتظار الترخيص" يبدو الأب يعقوب متفائلا وهو يتحدث عن الأحوال في عزبة بشرى الشرقية التابعة لقرية تلت مركز الفشن ببني سويف.
العزبة الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها الألفين، ثلثهم تقريبا من المسيحيين، شهدت حادثين طائفيين. كلاهما بسبب مكان صلاة المسيحيين، ولا يفصل بينهما سوى عام واحد وجلسة صلح سابقة.
في يوليو 2008، بحسب تقريرالمركز الحقوقي "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية"، حرق مجهولون محاصيل بعض المزارعين الأقباط وحاولوا حرق منزل أحدهم، وهدموا سورا تم بناؤه بين أرض زراعية وأرض مملوكة لمطرانية الفشن بها منزل الكاهن السابق الأب إسحق الذي كان المسيحيون يزورونه لإقامة الصلاة فيه، وتردد في العزبة أن ذلك تمهيدا لبناء كنيسة. بعد جلسة صلح منع الأمن إقامة الصلاة في منزل الكاهن داخل قطعة الأرض.
وفي يونيو2009، حسب نفس التقرير، حدثت اشتباكات بين المسيحيين وأفراد أمن حاولوا منعهم من دخول منزل الكاهن السابق الأب إسحق لإقامة الصلاة عنده، وتدخل بعض الأهالي المسلمين إلى جانب أفراد الأمن. وبعض قدوم تعزيزات الأمن التي تتهمها الشهادات في التقرير بالاعتداء على منازل الأقباط أثناء اعتقالهم، وقعت إصابات لعشرات الأقباط و ثمانية من المسلمين وتم إلقاء القبض على 19 مسيحيا والمصابين الثمانية من المسلمين. تم إخلاء سبيل الجميع من نيابة الفشن، ولكن على مدى 3 أيام تجدد إتلاف محاصيل المزارعين الأقباط. وفي 30 يونيو 2009 عقدت جلسة صلح بحضور محافظ بني سويف ومطران الفشن ووكيل وزارة الأوقاف واقتصرت على خطب ودية ولم تتطرق إلى مشكلة مكان صلاة المسيحيين، ولكن تم الاتفاق على رحيل الأب إسحق من العزبة ووعد المحافظ برصف الطريقين المؤديين للعزبة!
وهو يقطع الطريق الترابي غير الممهد بين قرية تلت وعزبة، يبدي سائق التاكسي المقيم في مركز الفشن تعجبه من أنها المرة الأولى التي يعرف فيها باسم عزبة بشرى، بل لم يسمع عن كل هذه الأحداث من الأصل. وعندما يقترب من سور العزبة وبوابتها القديمة ذات الشكل المميز يعلق ضاحكا: كأننا ندخل التاريخ !
البوابة والسور مما تبقى من عزبة بشرى حنا باشا التي تم تقسيمها بعد يوليو 1952 بين مزارعين وبين ورثة بشرى باشا الذين باعوا كل نصيبهم ورحلوا. خلف السور الذي يفصل العزبة عن المحيط الزراعي الأخضر، تبدأ البيوت المتقشفة الطينية في أغلبها. مبان قليلة تبدو في حالة أحسن، منها المدرسة الصغيرة والمسجد الفخم ومنزل الكاهن الذي حدثت حوله الاشتباكات. وفي حالة أقل ولكنها أفضل قليلا تبدو البيوت التي تطل على الترعة التي تحد العزبة شرقا. هناك يسكن ميخائيل تادرس، أحد وجهاء الأقباط في العزبة، الذي لا يحب أيضا الخوض في تفاصيل المشكلة ويؤكد كثيرا على أن الأمور هادئة الآن خاصة بعد العلاقة الجيدة بين الأمن والأب يعقوب الكاهن الجديد، والتي جعلت الأمن يعطي موافقة شفهية على إقامة الصلاة في بيت آخر بجوار بوابة العزبة وتحت حراسة أفراد أمن. ولكن حديثه المطمئن يثير سؤالا قلقا حول مصير هذا الهدوء في حالة حدوث خلاف بين الأب وضابط أمن الدولة.
يقول إسحق إبراهيم، الباحث في برنامج حرية الدين والمعتقد ب"المبادرة المصرية”: “في ظل المشكلات الكثيرة التي تعترض وتؤخر صدور تراخيص بناء الكنائس، فإن العلاقة بين كاهن الكنيسة وأمن الدولة وأحيانا المحافظ وسمات كل منهم الشخصية تحدد طريقة التعامل مع أماكن صلاة الأقباط. أحيانا يصلي الأقباط في بيوت عادية بموافقة شفهية من الأمن. وأحيانا يوافق الأمن على إقامة الصلاة في جمعية أهلية مشهرة بوزارة التضامن الاجتماعي".
يتهم مصري عبد المولى، أحد سكان العزبة ورئيس المجلس المحلي بقرية أقفهص المجاورة، الأب إسحق الكاهن السابق بأنه سبب توتر العلاقات بين مسلمي العزبة ومسيحييها بالإضافة إلى محاولته إقامة صلاة في أماكن تنقصها التراخيص اللازمة.
يتهم بعض مسلمي العزبة، منهم مصري عبد المولى أحد ا لقيادات المحلية في المنطقة، الأب إسحق بأنه سبب توتر الأمور وقت الحادثتين بسبب عناده وإصراره على إقامة الصلاة في أماكن بلا تراخيص، بينما يشير ميخائيل تادرس إلى أن ذلك كان يمكن أن يمر لولا توتر العلاقة بين الأب إسحق وضابط أمن الدولة.
يلمح عادل رمضان، المسئول القانوني بالمبادرة والذي قام بجمع الشهادات من أهالي القرية وحضر جلسة الصلح الأخيرة، إلى أن سخط الأمن على كاهن الكنيسة وتعامل الأمن الفظ مع المسيحيين كان بمثابة تحريض وتشجيع على تلك الأحدث: “الأمن يمسك تماما بخيوط اللعبة. وإذا رأي بعض الأهالي أفراد الأمن يتعاملون بهذه الطريقة مع المسيحيين فهو بمثابة تشجيع. هذا ناهيك عن إشراف الأمن على مخالفة القانون بالضغط من أجل التناول عن كل المحاضر وقضايا التعويض عن الخسائر، بل وصل الأمر إلى حدوث تصالح في قضية حرق المنازل وهي قانونا جناية لا يجوز التصالح فيها".
يحكي عادل رمضان أن جلسة الصلح الأخيرة كانت بمثابة إعلان انتصار للمعتدين، فلم يتطرق كل الأطراف للمشكلة الرئيسية ولا للأحداث ولا لأي مسئولية ولا تعويض للخسائر، تم الاتفاق على إبعاد الكاهن وأن يكون المنزل محل الخلاف مجرد منزل للكاهن لا تقام فيه الصلاة. خرج بعض المسلمين يهتفون هتافات مستفزة وكأنه انتصار للإسلام! بينما خرج المسيحيون في ذهول يتساءلون عن مصير المشكلة الرئيسية التي حدث كل ذلك بسببها".
بعد جلسة الصلح الرسمية البروتوكولية، عقدت في أكتوبر الماضي جلسة صلح أخرى وافق فيها الأمن شفاهة على صلاة الأقباط في بيت صغير مع وعد بقرب صدور ترخيص لبناء كنيسة مكان هذا البيت.
على دكة في مواجهة البيت يجلس خفيرين للحراسة، وفي مدخله تقف أم معوض تبيع بعض البقالة والمشروبات. مكان الصلاة هو حوش صغير من جزئين سقفه مغطى بجريد النخل، على حوائطه علقت صور القديسين والآباء وبعض اللوحات الكرتونية التي تحمل صلوات، ومن بينها تظهر صورة حنا معوض، الزوج الراحل لأم معوض التي تسأل باهتمام عن موعد صدور ترخيص بناء الكنيسة التي ستظل تقيم فيها وتخدمها: “المكان ضيق. في الصيف نتنفس بصعوبة وفي الشتاء لا سقف فوقنا كما ترى. ولكن نحمد الله أننا نصلي".
يبدي معظم أقباط العزبة رضاهم، حتى كمال نعومي أحد المزارعين الذين أحرقت بعض أرضهم. لا يعلم كمال شيئا عن مصير المحضر الذي تقدم به وبالطبع لم يقدم أي مشتبه به للمحاكمة كما في معظم الأحداث الطائفية، لم يصرف له أي تعويض عما لحق به من خسائر ولكنه في النهاية يقول: “فرحت أننا صلينا عيد الميلاد الماضي في المكان الجديد، لا بأس به. لا أفكر في تعويضات ولا محاضر. الله يعوّض علينا وتصدر التراخيص وستكون الكنيسة عوضنا"

الاثنين، 22 نوفمبر 2010

من مدونة الصديقة صدفة بعضيشى



2010/11/14



       ابى هو الذى بقشر البرتقال    http://sodfaba3deshi.blogspot.com/2010/11/blog-post.html

       اعرف أن البشر كافة يعتقدون بان علاقتهم مع أبائهم علاقة خاصة و ان  أبائهم بالضرورة شخصيات خاصة أما أبى أو أبويا كما أحب أن اسميه عندما أتحدث عنه فسوف اتركه لكم لكي تتعرفوا عليه.
        هو اسمر اللون بملامح مصريه شديدة الصرامة و بعينين تنطق حبا , مؤخرا       فقط تعلمت قراءه عينه , أراه يضحك و لكن مؤخرا فقط عرفت نظرة فرح ممزوجة بحب و بكلمة هؤلاء أولادي وذلك منذ أخذت ارقب نظراته لسيف (أخي الصغير) .
        ينخدع الكثيرين في صرامة الوجه الأسمر لأنهم لا يرونه حين اعتاد أن "يطقطق أصابع قدمي " و لم يروه و هو يلفني بذراعه وسط الشارع و لم يروه و هو يطلب منى أن احضر مشط "و العب في شعره شوية " و لا أخفى عليكم هذا هو وقتي المفضل لطلب أي شيء أريده.
        يعتقد بعض أصدقائي الذين يعرفونني أن أبى من أنصار حرية المرأة و لكن لا تنخدعوا هو يفعل ما يفعل بدافع الحب. يأخذني معه إلى القهوة لأنه يعرف أنني اعشق جلسة المقاهي. يتركني اختار قمصانه و كرافتاته و يستشيرني في الجديد منها لانه يعلم اننى أحب الملابس الرجالي.
        ابويا لازال يفعل ما كان يفعله دوما , قد يأتي ليأخذني من الشغل , ابى يأخذنا الى وسط البلد " نجيب حاجات للبنات و سيف , كل سنة و أنت طيب" هكذا يقولها لذلك الرجل الذي هاتفه. أبويا يأخذني إلى المكس في إسكندرية الساعة السابعة صباحا لنشتري سمك من حلقة السمك. أبى يأخذني إلي صلاة الفجر في الحسين ثم "أرز بالبن عند واحد هوا عارفه كويس". لازال يأخذنا لإفطار رمضان فى الحسين , و لزيزو نتانه الخاص به وحده و سندوتشات الكبده على طاولة مكسورة لكي تأكل عليها يجب أن تتوخى الحذر دائما.
أبويا يرفض في كل مره أن يعطيني نقود و لكن و" أنا نازلة  يدينى اد اللى طلبته مرتين" . أبى لا يحرمني أبدا مما أريد حتى و إن كان سيجارة بنكهة الشوكولاته. أبى يضحك على نكاتي و يشتري لي البلح العجوة " الصرفية كما يسميه" لأنه يعلم أننى أهواه. ابى لا يسافر السويس الا و يشترى لى الكابوريا التى اعشقها و الجندوفلى للولو " لا اتذكر ابدا انها ناداها باسمها الاصلى"
        أبى هوا الذي يقشر لنا البرتقال. نلتف جميعا عل سريره شتاءا و يقشر لنا البرتقال من الأصغر للأكبر و حتى يصل لأمي. ابى يستيقظ قبلنا يوم الجمعة و يحضر إفطارا شهيا , أبى دائما ما يحضر السمك بنفسه , و يشوى لنا من حين لأخر و يعذب الجيران أجمعين . أبى يحدثني عن سيارته و يتصور في كل مره أنى افهم ماذا يقول .
        أبى يتجاذب أطراف الحديث مع أصدقائي , ويعرف عنهم الكثير بالفعل, ينخدعوا في صرامة وجهة كعادة الجميع و لكن بعد ذلك يعرفوا كل محاسنه إلى أن يروه و هو يضحك معي في الشارع فينسى مجددا اننى لست الفتاة ذات الضفائر    " و يدينى بالقفا " و هو يمد زراعية ليحضنني.  أبى هو الوحيد الذي يغني معى اغنية فيلم الكيت كات " يلا بينا تعالو ... نسيب اليوم فى حاله ... و كل واحد مننا يركب حصان خياله ... درجن درجن درجن ".
        ابى لا يتذكر سني و وضعي كفتاة شابة , فقد يرسلني اشتري له قطع غيار او يقول لي "روحى مع عمك" و عمى هذا شاب في العشرينات .أبى قد " يقفشنى عند ايناس و ميعمليش حاجة" . أبى يتحمل نوبات غضبى. ويعرف أنها لا تتكرر كثيرا و هي عادة مسببه.
        "ابوكوا ده مدلعكم اوي يا ولاد سامية" اسمعها كثيرا من أقارب أمي و هم لا يعلمون حقيقة الدلع و هم لا يستيقظون على فطاره يوم الجمعة و لا يرجعون من البحر ليجدوه قد اعد الغداء, و لا يروه و هوا يرفض أن يذهب إلى كرفور ثم يعود كل مرة محمل بعلب الكاتشب و الميونيز و المكرونه على اختلاف أنوعها .
        أبويا هو أبا بالجملة فلا ينسى عمرو (خالي) عندما يجهز طعاما نادرا أو عندما ننوى السفر, أما بعد أن سافر فلا ينسى حنان (خالتي) , أبى علمني كيف الجمع , معنى العزوة, أبى ليس خاليا من العيوب و لكنه يعرف كيف يداوي عيوبا و جراحا ظن البعض أنها أعمق ... أعمق من ذلك.
أبى علمني البلطجة و أن لا أخشى احد. "أبويا هوا سترى و غطايا " و عندما أرى أصدقائي الذين فقدوا أبائهم أخاف ...و اتذكر فيروز حين تغنى شو بخاف.

شو بخاف انت وهون فجأة تقوم
بتصوّر صورة وحدة
مش حلوة سودة وحدة
والليل الصوت بيودي
ولو مش مفهوم
يا ريت بيتك كان منو بعيد
والباب تحت البيت مش حديد
بلحظة بلاقيك
وبطلع تا حاكيك
حبيبي
تا اقدر نام



هذا أبى لذلك لا تستغرب إذا سألتك : هل تقشر البرتقال جيدا ؟؟!!