السبت، 31 مارس 2012

- خطر الإسلاميين على الشريعة .. مقالة للصديق خالد فهمى

الصورة الشخصية


الصديق خالد فهمى........رئيس قسم التاريخ بالجامعة الامريكية


مقال سيشر فى اخبار الادب فى اول ابريل 2012


قانون الخلع نموذجا 


خالد فهمي - خطر الإسلاميين على الشريعة      الإسلاميون والشريعة - قانون الخلع نموذجا


أظهرت الدعوات التي أثيرت مؤخرا لإلغاء قانون الخلع ولتطبيق حد الحرابة قصور نظرة الإسلاميين للشريعة واختزالهم لها في بعض النصوص القرآنية وبعض الأحاديث النبوية دون الاهتمام بتاريخ المجتمعات الإسلامية الحافل ودون النظر لجهود تلك المجتمعات على مدى ثلاثة عشر قرنا في فهم الشريعة وتطبيقها.
 ففي المناقشات التي أثيرت في مجلس الشعب وفي وسائل الإعلام إثر تقدم السيد محمد العمدة، وكيل اللجنة التشريعية بمجلس الشعب، بمشروع قانون لإلغاء المادة  20 من القانون 1 لسنة 2000 والمعروفة ''بقانون الخلع'' غلبت اللغة السجالية على المناقشة المتأنية لوضع الخلع في الشريعة الإسلامية.
فمثلا قال السيد العضو المحترم محمد العمدة في المذكرة الإيضاحية التي قدمها مع مشروع قانونه إن مادة الخلع "كان هدفها إرضاء المجلس القومى للمرأة الذى كانت تترأسه سوزان مبارك بزعم إنقاذ المرأة الشرقية من الاضطهاد، ومنذ ذلك الوقت والشريعة الإسلامية تقع تحت الحصار"، مضيفا  إن المجلس القومى للمرأة وبعض الجمعيات النسائية "أرادت أن تمكن المرأة من التخلص من الحياة الزوجية بإرادة منفردة دون رقيب ودون أدنى اعتبار لحقوق الأسرة والمجتمع".
وقد ردت على هذا الكلام الكثير من السيدات العضوات في المجلس القومي للمرأة وفي برلمان النساء بأسيوط وغيرهن من كاتبات وصحفيات. وقلن في ردهن إن "اختزال نساء مصر فى شخص سوزان مبارك إهانة لنساء مصر والمصريين،" وأضفن أن القوانين المتعلقة بالمرأة التي صدرت في السنوات الماضية "جاءت نتيجة لنضال طويل من نساء مصر من أجل الوصول إليها، وليس وفقا لسعى قرينة الرئيس السابق". 
كما ردت هؤلاء النساء بأن الخلع ليس بدعة ابتدعتها سوزان مبارك أو المجلس القومي للمرأة، بل هو مبدأ معترف به في الشريعة و أن كل كتب الفقه المعترف بها تخصص بابا كاملا للخلع، وأن الإسلاميين الذين يقولون بضرورة موافقة الزوج على الخلع قد جانبهم الصواب إذ أن قراءتهم للحديث النبوي المتعلق بالخلع قراءة غير دقيقة.
ومع وجاهة هذه الآراء الداحضة لرأي السيد العضو المحترم محمد العمدة ولآراء الكثير من الإسلاميين من أعضاء حزبي الحرية والعدالة والنور الداعية لإلغاء قانون الخلع أرى أنها، مثلها مثل الآراء التي تدحضها، تغفل بعدا مهما جدا في فهمنا لوضع الخلع في الشريعة. فالشريعة ليست قرآنا وسنة فقط، بل أيضا اجتهادات الفقهاء على مدار العصور، فضلا عن فتاوى المفتيين المحفوظة في مجموعات الفتاوى الكثيرة والغنية، وأحكام القضاة المحفوظة في آلاف السجلات التي أنتجتها المحاكم الشرعية والمودعة الآن في دور الوثائق العديدة في بلدان الشرق الأوسط.  وتحتوي دار الوثائق القومية بالقاهرة على آلاف السجلات التي تحتوي بدورها على مئات الآلاف من القضايا التي توضح بما لا يدع مجالا للشك أن الخلع كان شائعا ومعمولا به في مصر، شأنها شأن غيرها من الأقطار الإسلامية على مدار التاريخ الإسلامي الطويل. كما توضح تلك السجلات الغنية الأسباب التي دفعت المرأة للمطالبة بالخلع وكان من أهمها هجر الزوج لها أو غيابه لمدة طويلة، أو عدم انفاقه عليها أو استحالة عشرته. وتوضح هذا السجلات كذلك كيف أقبلت النساء على المذهب الحنبلي تحديدا للمطالبة بالخلع، وذلك رغما عن شيوع المذهب المالكي (وبدرجة أقل المذهب الحنفي) في مصر. أما السبب فهو أن المذهب الحنبلي أكثر تسامحا من المذاهب الأخرى في هذا الخصوص، أي حق المرأة في أن تخلع نفسها من عصمة زوجها. وأخيرا توضح هذا القضايا المسجلة في سجلات المحاكم الشرعية كيف أن موافقة الزوج لم تكن أبدا شرطا لصحة الخلع بل كان القضاة يقومون بإصدار أحكام الخلع بصفة اعتيادية في غيبة الزوج عن مجلس الشرع (أي المحكمة) ودون أخذ رأيه.
إن إغفال هذه المصادر التاريخية وعدم الاعتداد بها عند مناقشتنا لمسائل شرعية فيه إجحاف كبير وتجاهل لجهود المسلمين والمسلمات على  مدار ثلاثة عشر قرنا في فهم دينهم وتطبيقه في حياتهم اليومية. كما أن اختزال الشريعة في القرآن والسنة فقط فيه تبسيط للشريعة وإخلال لثرائها وإهدار لغناها.




وثيقة خلع مؤرخة في 10 شوال 934 هـ / 28 يونيو 1528 م محفوظة مع آلاف غيرها في دار الوثائق القومية

الثلاثاء، 13 مارس 2012

امى ستدخل النار




كتبهاalmagnoooon ، في 20 مارس 2009 الساعة: 13:38 م




     كنت اعتقد وانأ صغير ان امى ستدخل الجنه بغير حساب ليس لأنها تصلى الفجر فى ميعاده ولا تفوتها ركعة واحده من الصلوات الخمس ربما يكون احدكم قد شاهد هذه السيده النحيفة فى احد شوارع المدينه المزدحمة… ربما نظر اليها وأشفق عليها من كل هذا الحمل الذى تحمله فوق رأسها والذى يزيد عن وزنها  ..وانأ صغير ذهبت معها الى هذه الرحله الكفاحية .
       تستيقظ قبل اذان الفجر وتبدأ فى وضع الاشياء التى جمعتها من بيوت القرية والقرى المجاوره فى اليوم السابق من بيض وسمن وجبن وأشياء اخرى ترصها بانتظام داخل القفه ثم تضعها فوق رأسها . المسافة بين بيتنا والكوبرى الذى نستقل السيارة من امامه اكثر من كيلو متر تمشى  متثاقلة تجر  قدميها حتى نصل الى الكوبرى لنجد مجموعه كبيره من النساء ينتظرن، كل واحده تضع حملها امامها .كنت انظر اليهن  يحملن نفس النظره الحزينة التى تبدو دائما فى عينى امى…. اغلبهن ارامل او مطلقات يجرين خلف لقمة العيش التى لا تاتى ابدا بالساهل ..كنت استمع اليهن وهن يتبادلن الحديث عن الظروف السوداء التى يعشن فيها ….تأتى سياره ربع نقل وتجرى كل واحده لتلحق مكانها، تجلسن متلاحمات مع الاشياء التى احضرنها للبيع فى المدينه. تبدأ بعد النزول …رحله اخرى بين الزحام حتى مكان السوق.
      تخيلوا ان هذه السيده التى تبدو وكانها تعرضت لصعق كهربائى من نحافتها وشحوب وجهها تقوم بهذا العمل يوميا ،مع ذلك لم تتبرم يوما ودائما تحمد الله على ما هى فيه.
  انا لا احكى عن قصة امى ولن اخوض فى تفاصيل ترك ابى للبيت جريا وراء نزواته …ليس هذا هو الموضوع ولكنه مقدمه لموضوع اخر .
      كنت استمع لاحد شيوخنا الاجلاء لا اتذكر اسمه فهم كثيرون والحمد لله وهو يتكلم عن المرأه المسلمه والحجاب والنقاب ،قال فيما قال : ان المرأه لا تخرج من بيتها الا ثلاث مرات ، مره من بطن امها ،ومره من بيت ابيها الى بيت زوجها ،ومره من بيت زوجها الى القبر …وتكلم عن الحجاب الشرعى الذى بينه حبر الامه ابن عباس وهو اللباس الذى يغطى جميع اجزاء جسد المرأه فيما عدا عين واحده من عينيها لا اتذكر اليمنى ام اليسرى ..وقال ان اى امرأه لا تلتزم بهذا الحجاب باءت بغضب من الله وكان اسلامها ناقصا مهما فعلت …وتكلم الشيخ عن ان صوت المرأه عوره وتعطرها زنى وخروجها من البيت فسق ورجس من عمل الشيطان.
            فى اليوم التالى اتصلت بالبرنامج وقلت له ان امى تخرج للبيع فى السوق وهى تضع طرحه على رأسها مثل كل نساء القرى…. عندنا فاجابنى بلغته الدارجه بص يا بنى الاسلام ما فيهوش بين بين اما النقاب الشرعى اللى انا بينته وما عداه حرام حرام حرام …اما بالنسبه لموضوع الخروج لو قعت امك فى البيت ربنا هيرزقكم من حيث لا تحتسبوا  ..ولو الخروج لازم يبقى يكون معاها محرم ..
        كنت انوى ان اسال الشيخ على صوت امى وهى تنادى على بضاعتها فى السوق هل هو عوره ام لا لكننى تراجعت وتخيلته يقول لى خليها تجيب تسجيل يكون بصوت راجل ….
       اصدر الشيخ قراره من مكتبه المكيف بان امى اثمه ،ومذنبه ، وستدخل النار بذنبها .   
       اتخيل الان مشهد يوم القيامه العظيم وشيوخنا الاجلاء مع زوجاتهم المنقبات يقدن العربيات المرسيدس الى جنه الفردوس بينما امى المسكينه تساق الى جهنم مع قارون وفرعون وهامان لانها لم تلتزم بالحجاب …ربما سيسألها الله لماذا لم ترتدى الحجاب الاسلامى الوهابى…  ستجيب بفطرتها وحياتك يارب لا اعرف ابن عباس ولا ابن حنبل.. ربما ستحكى له عن عذاباتها فى الدنيا وكفاحها المرير من اجل ان تربى خمسه ابناء و تكفيهم شر الجوع … لكن كل هذا سيذهب هباء… لان المسكينه لم تكن تعرف ابن عباس ولم تقرأ او تسمع عن حجاب ابن عباس الذى يظهر من المرأه عين واحده لا ادرى اليمنى او اليسرى..