الاثنين، 13 نوفمبر 2017

نص جميل للصديق صلاح الرفاعى بعنوان عزيزتى فوق الاربعين



عزيزتي فوق ال 40


انا في أول العقد الثالث و عندي مجموعه أسئله كادت تجعل رأسي ينفجر.. و هي كالتالي:

1. هل سبق و أُعجب بك واحد من سني؟
2. هل سألت نفسك لماذا؟
3. هل ستصدقيني إذا قولت لك أنت فعلا تروقين لي؟
4. هل يكون غريبًا أن تكوني أربعينيه أو أكثر و في نفس الوقت جذابه أو لنقل بصراحه مثيره؟
5. من فضلك إختاري ما بين الأقواس ( هل تستكثرين علي أنا الشاب الصغير أن أٌعجب بك أنت الناضجه- أم تستكثرين علي نفسك أنت أن تعجبيني أنا الشاب الذي لا أحمل تجاعيد في وجهي)؟
6. علل: تهبط عليكي روح الأمومه و أنت ترفضين العروض من أمثالي؟ 5 أسباب علي الأقل.
7. هل هو خوف حقيقي أمومي علي قلب الفرخ الصغير المُحب؟ أم كسل سلبي منك مٌغطي برداء أمومه زائفه كي تظلي في المنطقه السهله البائسه من الحياه؟
8. إشرح: أحترم تجاربك السابقه و أعلم ما منحته لك هذه التجارب من خبره و أعرف أنك قد تٌصيبي في حكمك علي الأمور من قبل حتي أن تحدث أو في أولها علي أقصي تقدير.. و لكن.. هل هذا يحرمني حقي في أن يٌدرس ملفي بعنايه و أن أُعطي فرصه حقيقيه؟

    والأن دعيني أٌصارحك.. أنا كسائر الرجال لا أهتم بالتفاصيل قدر إهتمامي بالصوره الكليه.. فأنا إما أن أراكي جميله و شهيه.. أو أراكي صديقه.. و ممكن ساعتها أمي كمان لو فارقه معاكي.. فمهما كان ردك علي عرضي.. فلن ينفي حقيقتين بسطتين..أولا أني عرضته فعلا.. و ثانيا أني عرضته عليكي لأنك عجباني..

فكل فعل جمالي تفعلينه أراه.. (صوره بروفايل و أنت وزه.. طقم جديد حلو و ألوانه مفرحه.. قصه شعر.. لون جديد.. أظافر معموله صح... و أوووووو علي الأخيره دي أووووو لمس أكتاف)..كل عطر تضعينه أشمه.. كل بوست بتحطيه بشوفه و بحلله لأنه بيعكس جذء من شخصيتك في اللحظه... كل ده يساعدني علي التكهن بمن تكوني..

نعم.. أيوا... أنا مركز و مهتم و براقب و مش عبيط و بفكر في اللي شاغلني... و ممكن أسأل الناس كمان..

كونك بقي ضعيفه.. ثقتك قلت في نفسك لأنك فاهمه أنك في النازل مش في القمه زي زمان.. مستعيبه الموقف و خايفه من كلام الناس.. مكسله تبذلي مجهود في أنك تقتحمي الحياه من جديد... ظهرك إنحني من الهموم و الزمن و الإحباطات المتكرره.. فكل ده و الهلاوس دي قضيتك أنت و هواجسك أنت أللي ماحدش هيحلها غير سعادتك.. و في هذه الحاله هأقولك إختاري تاني ما بين ألأقواس:

يا إما أنت عجوزه فعلا و روحك بقت أكبر حتي من سنك- يا إما أنت قليله الحيله و ده لا يتناسب مع المفترض من خبرتك)؟

أما أنا فعلي رأي الأستاذ محمد منير.. أنا الحلو أقوله يا حلو في عيونه.. و لو إبتديت بشفايفك النونو.. هغني فيهم سبع مواويل.. فالله يكرمك بدل ما تعملي فيها أمي.. تعالي جنبي و هاتي بوسه...

إلا أن الواقع المرير غير ذلك تماما..

ليه؟؟ لأنك تعيشين حلم جميل و من حقك..مع إختلاف طفيف في الزمن و رغم التراكم الخبراتي.. الذي كنت أظن أنه موجود..

أجل.. فأنت تحلمين برجل أكبر منك سننًا قليلا يكون عطوفًا محبًا وسيما رياضيَا و قطعًا غنيًا في نفس حالتك الإجتماعيه و ىقدر ظروفك و يكون مستوعب... ليحملك علي كفوف الراحه و يعوضك ما فات من مرار.. و طبعَا ساعتها ستفتحي له خزائن حبك و إهتمامك...

دا عند أم ترتر يا حلوه.... نفس أحلام المراهقه بتاعت الإعدادي بنفس سذاجتها.. علي رأي الشاويش عطيه: هو بعينه بغباوته و شكل أمه العكر... أمه دي تجويد من عندي.. معلش أصلي هطق..

اللطيف في الأمر أنك ممكن تحسبي المسافه كويس بين ما تتمنيه و بين ما تعرضه لك الدنيا.. شوفي يا حلوه و انت مراهقه كان نفسك تتجوزي مين؟؟ و بعدين طلعي صوره أبو العيال اللي مات أو اللي بقي طليقك دلوقتي.. 

و الأن سؤال: لماذا لا يجيء فاوست؟؟ لماذا هذا الحلم الجميل لا يتحقق؟؟ لماذا طال إنتظارك لهذا الرجل الهمام النبيل؟

..لأن ببساطه الرجل الذي تنتظريه ينافسني أنا علي بنات جيلي.. في العمل, في الشارع, في الفيس بوك, حتي في البارات..

مش ساكت علي نفسه البيه.. لسه جي يراهق دلوقتي بعد ما عمل القرشين و طلق الوليه أم العيال (اللي هي انت) و بقي حر زي الفراشه.. يأخي فراشه لما تبقي تقرصك في معاميع أمك يا بعيد.. أو يجيلك عطل في البروستاتا.. ده إذا كانت لسه موجوده أصلا..

نعم فالرجل بعدما يكبر و يحقق أهدافه و يتم رسالته تجاه من يعولهم.. فأول شيء يفعله هو إلقاء الحموله الزائده عن كتفه و يبحث عن المتعه.. المتعه قبل أن يفوته قطار الحياه و يركب قطار الأخره.. و المتعه يعني بنات جيلي أنا و ربما أصغر.. و لا عزاء لشريكه العُمر و الكفاح.. ربنا يتولاها برحمته..

و الأن ماذا عنك؟؟ أنت؟؟ تنتظرين.. تحلمين.. تحلمين فقط.. تحلمين حلم أنت أول من يعلم علم اليقين أنه لن يتحقق إلا بمعجزه.. و زمن المعجزات قد ولي يا ساقي.. بل و الأكثر من ذلك.. ترفضيني أنا الذي يبحث عن ثمره ناضجه.. لتنتظري من يبحث عن شبابه الضائع أو فرصه لميلاد جديد.. يالا ذكائك الخارق..

السؤال الأهم.. 

بفرض أنك عثرتي علي رجل أربعيني مثلك و نفس ظروفك و حياته و قلبه مثقلان مثلك.. و حدثت المعجزه.. ماذا ستفعلان؟؟ هل تظنين حقًا أنكما ستعيدان ما فاتكما؟؟ أم ستبدأن حياه جديده سعيده بقلوب مثقله؟؟ أو لعلك تطمحين في نهايه سعيده لعمرك مع شخص أليف؟؟ 

أحلام و أماني علي رأي الكبير قوي.. 

و الأن الحقيقه العاريه.. لن تحصلي علي شيء...

لا يحصل علي النتائج إلا الشجعان.. إلا الذين يقفزون في النار.. إلا المبدعين الذين يسلكون طرق جديده و يخوضون مخاطر حقيقيه.. أما هذا الإنتظار الأبله فلن يقودك إلا لضياع المزيد من الوقت..

الحب ليس شعورًا ساميا كما خدعونا.. الحب تبادل.. و السمو هنا في كيفيه التبادل.. ليس هناك سامي من تلقاء نفسه.إلا (سامي سرحان). إنما من خلال فريضه تؤدي و حوائج تُقضي لمحتاجيها.. و أنا أقول لك.. أنا أحتاجك.. و هذا منطقي بل بديهي..

من منا لا تثيره ثمره ناضجه علي أكلها و الإستمتاع بمذاقها المُركز!!

أما هو.. رجلك الأربعيني.. فيحتاج واحده ليست أنت.. لن يري أحد جمالك إلا إذا كانت عينه مستعده لرؤيه الجمال.. أما هو فعينه شبعت من النضوج.. و يريد أن يولد من جديد.. أو علي الأقل أن يري زهره خضراء نضره صغيره لم تتفتح بعد.. صدقيني أنا إختارك الصحيح..

فاللعبه مكشوفه و واضحه يا عزيزتي..

بنت جيلي تريد رجل اكبر مني.. أنهي كل تحدياته.. أجاب علي كل الأسئله..و مركبه كبير و جاهز للإبحار إلي أي مكان في الحياه.. و فيه متسع لراكبه صغيره بأحلام كبيره.. و قد لا يكون مهم عندها أنا يكون للمركب صاري أم لا.. مع إن الصاري مهم.. المهم هي حموله المركب و قدرتها.. و تكون ليله القدر إذا كانت طلبات القبطان قليله أو علي وشك الموت. و أنا طبعًا ما أنفعهاش.. ليه؟؟ لأني ما حلتيش غير الصاري بتاعي ماشي بيه.. المركب لسه قدام شويه ان شاء الله..

أما أنا و أنت.. فماذا عنا؟؟ أنا شاب أبحث عن من تكمل نقصي من تجربه و حكمه و تمتعني بحنكتها الأنثويه و رٌقيها الثابت الواثق الممتلئ.. الذي أعشقه في الكبيرات.. لأنه غير متوافر عند غيرهن..

أعرف ماذا أريد و أحاول من أجله علي الأقل من خلال كلماتي.. أما أنت فمحاصره بين التجارب السابقه و الخوف و عدم التصديق بأنك في قمتك و لست في النازل..

و أنا الحزين.. فعلي أن أخوض عده معارك.. أولا أن أقنعك بالفكره.. ثانيا بنفسي.. ثالثا بنفسك في نظري أو في نظرك أنت.. و إذا رفضتي عرضي فعلي أنا أصارع رجلك الأربعيني ذو المركب الكبير علي بنت جيلي.. التي لا تشاركني أي شيء غير عدد سنين العُمر و إنعدام التجاعيد.. و أنت في نظري تتفوقين عليها في كل شيء..

و في هذه الحاله يكون صاحب المركب و التافهه أو لنقل الطموحه هما السعيدان.. و الناضجه و الشاب الذي أوشك علي الموت من فرط غبائك هما الخاسران..

يالا العداله... يالا السخريه...

إني خيرتك فإختاري... و لا تقفي مثل المسماري.. نذار قباني..

أشوف فيكي يوم يا بعيده....

 

الجمعة، 13 أكتوبر 2017

د. شيماء ابو بكر الصديق "حكينا عن غزوة بدر.. وفتح مكة للعالم كله .. رائع .. ولكن هلا حكينا ايضا عن غزوة بنى قريظة



حكينا عن غزوة بدر.. وفتح مكة للعالم كله .. رائع .. ولكن هلا حكينا ايضا عن غزوة بنى قريظة لنكون امناء مع انفسنا .....

عناقيد الضياء هو.. اوبريت ملحمى مهدى من الشارقة الى مصر بمناسبة اعياد اكتوبر وهو يحكى جانبا مضيئا من السيرة النبوية المطهرة ..
اصدقائى .. يقول محرر الشروق نقلا عن ولى عهد ونائب حاكم الشارقة ..( ان العمل يساهم فى نشر ثقافة الاسلام) .. وهذا فى حد ذاته جميل .. ولكنى اتساءل هل بامكانناان نتحري الامانة ونعمل اوبريت يتحدث عن غزوة بنى قريظة مثلا .. اهى ليست جزءا من السيرة النبوية المطهرة ايضا؟؟؟؟ ...
لماذا نسكت عن بعض التاريخ ونتغنى ببعضه ؟؟؟؟ ام هو ليس تاريخا ؟؟؟ بالطبع فانتم تعتبرونه دينا نافذا ملزما ايا كان ....
فى بلدى سجن وهوجم كل من دافع عن صورة الدين بحق .. وكل من دافع عن الرسول عليه الصلاة والسلام .... امثال بعض المجددين كاسلام بحيرى وعبدالله نصر .. وغيرهما .....هؤلاء قد دافعوا عن صورة الرسول وقالوا انه لم يقتل احدا ولم يسب نساء ولم يستحل اموال بنى قريظة .. فكانت النتيجة انهم هوجموا بشدة .. بل ومنهم من هو معرض للسجن فعلا ....
اما مشايخنا الازهريين الافاضل ( كامثالهم على مر العصور ) فقد تمسكوا بشدة بتلك الواقعة المريعة .. مؤكدين انها حدثت بالفعل وان الرسول صلى الله عليه وسلم قد قطع رأس نحو 700 رجل من اليهود( مع انهم مستسلمين ومكتوفى الايدى) وسبى نساءهم وواطفالهم .. فكان يكشف عن عورة الصبى .. فاذا وجد شعر عانته بدأ ينبت اخذ من حضن امه وقطعت رأسه .. واذا كان لم ينبت اخذ  ليكون مع العبيد ... وكل هذا الانتقام لا لشيئ الا لانهم فكروا مجرد التفكير فى ان يخونوا عهدهم مع الرسول ( لم يحدث اى قتال او شيئ فعلى ) ... 
فهل ياترى الرحمة المهداة يقتل الناس على النوايا !!!!!!
وهل يا ترى هناك شيئ اسمه العقاب الجماعى ( مع انه فى ديننا الحنيف لا تزر وازرة وزر اخرى )  ؟؟؟؟؟
 ولم يقتل الاطفال الذين بدؤوا البلوغ لتوهم!!!!!!!! .. بالتأكيد هم لم يشتركوا فى التخطيط لاى شيئ ....
والمضحك بشدة فى الموضوع ان مصادر السنة والشيعة الذين تجدهم يختلفون فى اى شيئ دائما .... الا انهم يتطابقان تماما فى رواية غزوة بنى قريظة ... الا فى نقطة واحدة الا وهى دور سيدنا على فى هذه المجزرة .. فالشيعة ينسبون له انه قد قطع معظم الرؤوس بنفسه ويتباهون بهذا .. اما السنة فهم يقولون ان بعض الصحابة اشتركوا معه ايضا ... ( يا سيدى على الاختلاف.. ونعم !!!!)
 اى ضمير بشرى يتقبل كل هذه الدماء بدون ان يشعر بالخزى ؟؟؟؟؟؟؟ ....
اى نفس سوية يمكنها ان تقبل بهذه المجزرة .. بل وتتشفى وتقول (يستاهلوا )؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ايها السادة المهاجمون .. ايها المشايخ الافاضل .. .. ايها السادة عباد التراث ...
اين الحق ؟؟؟؟؟؟؟
حدثت ام لم تحدث ؟؟؟؟؟؟
فان قلتم انها لم تحدث فلم تركتوها وصمة ارهاب فى كتبنا .( كتب التراث الميمونة)...
وان قلتم انها حدثت ....فهل يطلب منا ان نبتلع كل هذه الدماء بلا اى شعور بالحزن او بالتعاطف .. او بان هناك خطأ ما .... هل يجب ان نعتقد ان الله سبحانه فرح بكل هذه الدماء المسفوحة؟؟؟؟؟؟ 
هل يجب ان نرضى عنوة عن هذا الفعل ...
لا والله اشهد الله سبحانه انى لا ارضى ابدا. ... فضميرى لا يرضاها .. و ضمائرنا هي نفحة الخالق فينا .... 
 استفت قلبك ولو افتاك الناس وافتوك ......

السبت، 19 أغسطس 2017

بعض اشعار الصديقة منى الشيخ





صوتك رحيم رغم الأنين  ،،،،   غني
أرقص و اموت   من ضحكتي ، و همي 

ساخر و ساحر كل  شيء  ،، مقسوم
نغمك حافظني   لو صوتي كان مكتوم 

عذراك و   فاهمه ان انت عاذرني 

 بابكي معاك صوت الوتر خادني
ارحم كتير من صوت بشر خاني 

حاضنه النغم  ،و العكس ، حاضني
أرقص ، و اقاوح ،  و اعترض

و ارجع بروح  قادره تغني 
صوتك رحيم رغم الأنين ،،، غني
. . . . . 

ماتخسرنيش 

ماتخسرنيش........   انا مواعده نفسي لازم اعيش
 ماتحرمنيش اكون صادقه ، و اقول وقت اما اعوز لا

ماتقفلنيش .......    فتنسبلي حاجات رافضاها م. المبدأ
و كيف هبدأ ...  و لما باشوف انا فين فيك ...  مابشوفنيش  !!!!!

ماتخسرنيش ....
 و تستهلك سنين تانيين ، بحجه يمكن  !!!   نبقي شيء واحد
لان الصح ،،، احنا اتنين ...
فلا تنكر عليا  اعيش  ... ولا تتمادي  تكسرني ، لاني  هاكون
رجاء من قلب متسامح ،،،  في نبضه براح و خيط جارح
انا مابقتش  غير دلوقت .....   بلاش تعايرني بامبارح 

ماتخسرنيش ...  
انا في صراع مع الايام  و مع نفسي بحاول أتصالح 
 زهقت عتاب زهقت كلام .....  زهقت اتذكر امبارح

ماتخسرنيش ....
انا مواعده نفسي لا زم اعيش .....

..............
الغريبة انك بتدم.....
ًالغريبه أنك بتندم …….بس بتعيش عللي فات
و أما  ياخدك  الاندهاش  متلاقيش غير السكات
ينعل الوهم اللي قاتلك ….ينعل الجهل اللي زاد
لو بتسمح  نفسي  المك ..من شوارعك من  خلاك
من بقايا  سنين بتهرب …من  سكوتك من خباك
ياما هتشوف من خنوعك ….ياما هتشوف من غباك
لما تبقاك  حر ...يمكن ..تفهم أنك مش جبان 
لما تبقى حتى نفسك …. لما   تستدعي الجنان 
الملامح الغريبه  و  الهدوء  قبل الغيام 
صمت اقوي من انكساره ….صوت بيعلي في انحساره 
لحظه مش ضايعه و مسيرك …..تبتدي العهد اللي باد
كوني كونك ..كونا موتنا .......فيني فينك ...فين وجودنا 
حلمنا ميت بس بيحيا ...كل ما صوتك يعلي ..بتحيا .... قوتك ..موتك ..كل قيودك 
كسرها و كسر مفاتحها ...
مبقاش فينا ..نشيل ملامحنا ...كلها مهمومه بجوارحنا ..
كلها ...كلنا ما الاموات ......بنوصل بعضنا لهناك .......
رغم الغيمه ..و طول الغيبه و اليتم في وطن الحكايات ...
كل حكايه وراها حكايه ..........و اللي بينهشنا خلاص مات 
و الغريبه أنك بتندم .....بس بتعيش عللي فات 
و أما ياخدك الاندهاش ..متلاقيش غير السكات ............


يا أخي اخرج من سجونك …من جنونك
من  حيائك مش هالومك..................
ابعد المعتاد و قابل........................
 مره واحده  نفسك و كونك …………
لو لمره الشمس تغرب من مكان ماالصبح يطلع………………
لو لمره الطير يهاجر مايعاودش  و غيرو يرجع ……………...
إيه هيجري ؟؟؟  وليه  بيجري  ؟؟ 
لما تصرخ  مش  هاتندم .....
لما تكفر بل قهرك  جوه  منك ….مش هاتندم 
لما تعتب ولا تكتب ولا حتى تشيل ذنوب 
حد عارف مين هيرحل  ولا ليه شال الذنوب 
هو حلم ان مد ايده  احلمه و اخرج  بنفسك 
الجنون هو ان  تسلم  أو تسيب نفسك تهون ….
...............

حيجى الخير .......

صباح الحق .... و الأمل اللي جاي بالزق
كان يومها اللي مات مبسوط ، مع صحابه زيه زي الكل
مجروح بس ماشي الحال ،،، معدوم بس فل الفل 

جواه الف اااااهه و  رفض ،،،،جواه  نبض بيقول لا 

وكان دائم الحديث و الحب ،، كان راجل و شهم  بجد
 مات بطلقه لما قال عاوز يعيش ....
 لما صوته  ضم صوتي ،، صوتنا كان عالي و كتير
لحمنا ملامس في روحنا ،، كنّا ارواح طايره طير 

كنّا لحظه انتصار ،،، خلصت بدم علي الطريق
 زفوا الشهيد ،، الثوره  مش ثوره عبيد
اللي مات  دا اكيد هايرجع ،،، يتولد انسان جديد 

صباح الخير .... و فين الخير 
واللي اتنصبله الفخ ،،،،،  كتير
خلوا قزم  ،،،، زعيم كبير ،
و الشباب ،،، الورد  راحل
 اللي صدق ، اللي ناضل

فوق حدود الحلم ،،، فارق
فوق مشاعرنا ،،،، الكتير 

حايجى الخير 

الأربعاء، 16 أغسطس 2017

نوارة نجم تكتب فى موضوع الساعة الخاص بالمراة




صباح الخير وصلوا ع النبي
مصر ليست تونس.. وما تخافوش مافيش مواريث حتتعدل ولا فيه ستات مسلمات في مصر حيتجوزوا من ديانة تانية
مصر اصلا ما لغتش تعدد الزوجات ولا حتى حاطة قانون محترم ينظم التعدد.. ده اقذر قانون في كل الدول العربية
كل الدول العربية ما عدا دول الخليج بتشترط على الراجل انه يجيب موافقة كتابية من الزوجة الاولى عشان يتجوز الزوجة التانية، ما عدا تونس اللي بتحظرالتعدد اصلا، بس العراق والمغرب والمرحومة سوريا كل دول لازم
 تجيب موافقة مكتوبة وممضية برقم هوية الزوجة الاولى عشان تتجوز عليها يا كده يا اما مافيش زيجة تانية حتتوثق ولو اتجوزت عرفي الزيجة التانية باطلة وان كانت بتنسب الاولاد للاب
كل الدول المذكورة ما عندهمش حاجة اسمها طلاق غيابي بدون علم الزوجة... لو عايز تطلقها غيابي لازم تجيب منها اقرار انها عارفة وموافقة
انما احنا عندنا انجس قانون احوال شخصية بيتعامل مع الزوجة على انها كرسي، يتجوز عليها بدون علمها، ويطلقها غيابي وهي واقفة في المطبخ بتعمل له سم هاري يطفحه تلاقي نفسها جاي لها ورقة على يد  محضر 
ده السيسي لما قال مافيش داعي للطلاق الشفهي قاموا عليه وما قعدوش، وهم اللي بينافقوه في كل الخرا اللي بيقوله، لو ظرط بيقولوا له كده يا سيدي كده.. الله الله الله.. عظمة على عظمة.. تسلم الظرطة
ومع ذلك الحاجة الوحيدة العدلة اللي قالها: مافيش داعي للطلاق الشفهي.. قلبوا عليه الدنيا
ازاي بقى؟
ازاي عايز الجارية اللي في البيت دي ما يبقاش مصيرها ومستقبل عيالها معلق بلسان واحد اهطل متخلف تلات اربع حياته مش واعي لنفسه وتفضل حياتها كلها على طرف لسانه وتحت رحمته؟ امال يعني سي خرا يعمل ايه لو ما جابلوش مرا وحلف عليها بالطلاق؟ يقعد فاضي كده؟
فاذا كانت دي القوانين واذا كان ده رد فعل الناس على واحد قال بلاش طلاق شفهي، وهو اوسخ انواع المعاملة في الحياة الزوجية، وابن تيمية اللي هو ابن تيمية واللي باقول عليه ابن تيمية قال ما معناه انا لما جيت مصر وشوفت سفاهة الرجال المصريين .. قال كده باللفظ وارجعوا لكتاب الفتاوى بتاعه "سفاهة الرجال المصريين" افتيت بان الطلاق الشفهي لا يقع والطلاق البدعي لا يقع والا البيوت المصرية كلها حتتخرب
وكذلك افتى ابن حزم الاندلسي... وكذلك الشيعة الاثنى عشرية لا يقع عندهم الطلاق البدعي
ومع ذلك مصر الوحيدة المتمسكة بالطلاق البدعي هي ودول الخليج، والطلاق البدعي اللي هو طلاق شفهي في ساعة غضب او غياب وعي لاي اسباب زي السكر، او طلاق في طهر جامعها فيه، او طلاق في حيض، او طلاق بدون اشهاد 

فما تخافوش حنفضل متخلفين وربنا حيزيدنا تخلف على تخلف لاننا ماشيين ورا السعودية وعاملين لها متحف تعرض فيه لبسة وشباشب ملوكها
واحنا ما عندناش احلام ان تعدد الزوجات يتلغي، احنا اقصى طموحاتنا انه يتم بموافقة الزوجة الاولى زي العراق وسوريا والمغرب
وما عندناش طموحات ان الميراث يتقسم مناصفة احنا اقصى طموحاتنا ان الستات اصلا ياخدوا نصيبهم في الميراث انشالله تلاتة جني مش تتحرم من الميراث عشان فلوس العيلة ما تروحش لراجل غريب
وما عندناش طموحات ان المسلمة تتجوز من ديانة تانية احنا اقصى طموحاتنا انها وهي واقفة تنضف البيت ما يجيلهاش ورقتها على يد محضر وتترمي في الشارع زي العفش القديم قبل ما تشطف عرق تنضيف البيت والطبيخ
وانها لما تروح تبلغ ان جوزها ضربها الظابط ما يقولهاش وانا مالي؟ ويرجعها لجوزها عشان يكمل عليها ضرب ويتجوز عليها ويحبس دمها وفي الاخر يطلقها وما يصرفش عليها ولا على عيالها
جود مورنينج.. احنا في مصر حضرتك. حيث الستات اكثر ذكورية من الرجالة، والامهات اقصى امالهم ان مرات ابنها تشرب من ابنها اللي هي شربته من ابوه عشان ما تحسش انها لوحدها اللي اتبهدلت.. بل انها ممكن تقول لبنتها ما تستحملي ما كلنا استحملنا وكلنا اتبهدلنا انت احسن من مين؟
فصلوا ع النبي كده واهدوا.. وما تتحشروش للناس في حياتهم، تونس مش ناقصة علماء ولا فقهاء ولا محتاجة فتاويكم، وعندهم ناس من خيرة العلماء والفقهاء وانا شوفتهم بنفسي، مش الازهر بس اللي فيه فقهاء خرطهم الخراط واتمدد مات... لا والله تونس عندهم هيئة فتوى وعندهم علماء دين مختصين وبيعرفوا والله اللي انتوا عارفينه واحسن منكم كمان وعارفين مداخل ومخارج الفقه والتشريع والتفسير والتعامل مع النصوص احسن منكم.. وهم عايزين يطوروا نفسهم.. واحنا عايزين نعيش متخلفين.. هم اتحشروا لنا وقالوا لنا يا متخلفين يا معاتيه؟ نتحشر لهم ليه؟ عايزين تكفروهم كمان؟ 
سيبوهم في حالهم... ربنا يوفقهم
واتبسطوا انتوا بالتخلف وانعدام الانسانية والرحمة والعدل اللي انتوا عايشين فيهم.. بلطبطوا يالا وهيصوا
شالله الف الف الف مبروك

الخميس، 27 يوليو 2017

وجهه نظر للصديقة حنان الوادعى فى احكام المواريث


(1)
ترث الزوجة الثمن إن كان للزوج ولد، والربع إن لم يكن له ولد.. 

(فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم)  
 
(ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد) 
سورة النساء 12 

______________________

لاحظوا أن الآية تتحدث عن زوجة واحدة فقط ولم تتطرق الآية إلى حكم الشرع فيمن (يمتلك) أكثر من زوجة (لأنه اصلا ما ينفعش يكون فيه اكثر من زوجة لكن خلونا الآن هذا موضوع ثاني ووجع رأس ثاني مش وقته) ومع هذا قرر العلماء أن هذا الثمن أو الربع يقسم على عدد زوجات المتوفي! يعني معاه ثنتين يقسم الثمن عليهما بدلا من إعطاء كل واحدة ثمن كامل أو ربع كامل! 

مش عارفة كيف العلماء الذين يدعون مخافة رب العالمين أكثر من غيرهم، قادرين على السكوت أو الرضى بكل هذا التحريف! نعرف أن هذه التفاسير المحرفة أو المضللة تصب مرة في مصالحهم المادية ومرة في مصالحهم الشهوانية، لكن هذا وضع لن يستمر طويلا وإذا كانوا يظنون بأنهم في منجى مما حصل للكنيسة في عصور الظلام فهم واهمون كما كان القساوسة واهمون.. 
_____________________

هذه ليست الإشكالية الوحيدة في آيات المواريث.. لكن واحدة واحدة ايش ورانا..😛
(2)
مات شخص ولديه ولد وبنت أو ولد فقط، هنا لا يحق لإخوته أن يرثوا!
مات شخص ولديه بنت أو بنات، هنا يحق لإخوته أن يرثوا مع بناته!

وقد أرجع العلماء هذا البهتان والكذب على الله للآية التالية:

"يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له (ولد) وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الانثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم"
النساء - 176

كلمة "ولد" في اللغة العربية وفي القرآن الكريم ايضا تشمل الذكر والانثى وكلمة "أولادكم" في اللغة العربية تشمل الذكور والإناث.. إلا في هذه الآية السابقة فقد قرر العلماء أن يعتبروا كلمة "ولد" خاصة فقط بالذكر..

لييييه؟ علشان الأعمام يقدروا يسرقوا ورث بنات اخوهم بضمير شرعي مرتاح.. 

وعاد المراحل طوووال 😛

ملاحظة: المذهب الشيعي الاثنى عشري لا يتفق في هذه الجزئية مع بقية المذاهب. في القانون العراقي إذا كان المتوفي شيعي وله بنات فقط فلا يحق لإخوته أن يرثوا.
(3)

ستلاحظون عند قراءة الآية 11 و12 من سورة النساء أن الله قد قدم (الوصية) على التقسيم فهو يقول: 
" من بعد وصية يوصى بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب نفعا.."
ماذا يعني هذا؟ 
يعني أن التقسيم لا يكون إلا بعد أن تسدد ديونك أولا وتكتب وصية وفي هذه الوصية يجب أن تراعي فيها من كان "أقرب نفعا لك" من أولادك الذكور أو الإناث لأن كلمة "أبناؤكم" في اللغة العربية تشمل الذكور والإناث وكذلك من كان أقرب نفعا لك من "آباؤكم" وهي ايضا تشمل الأب والأم! لأنه ليس من العدل أن يتم مساواة الجميع في الوصية إذا كان أحدهم سواء أخ أو اخت كان أنفع للأب من بقية الأبناء.. وهذا يحدث في الحياة وأمام أعيننا كثيرا وقد راعى الله هذه المسألة بشكل واضح في الآية! 

 
لقد لجأ العلماء إلى حيلة الناسخ والمنسوخ التي في الأصل ابتدعوها ليمرروا ما أرادوا من تحريف لآيات القرآن فمرة يقولون آية نسخت آية ومرة حديث نسخ آية وهكذا! وآية الوصية أدعى العلماء أن الله نسخها بحديث يقول أن " لا الوصية لوارث"! 

هكذا ببساطة قام العلماء الأوائل باختراع هذه الحيلة لتعطيل آيات الله ليمرروا بها أهوائهم ومصالحهم المادية واحيانا حتى السادية! 

لا تستغربوا، نعم السادية! لأن من يشرع رجم إنسان بالحجارة حتى الموت ويشرعن لجريمة إنسانية بشعة مثل هذه اعتمادا على حديث يقول بأن فلانا رأى قرودا ترجم قردة زنت هو بالتأكيد شخص سادي يستمتع بتعذيب الناس وهم أحياء ومكانة مستشفى الأمراض العقلية وليس عالما يعظ الناس من فوق المنابر! 

في النهاية، أريد أن انوه إلى شيء دائما اشير إليه عند الحديث عن الأحكام في القرآن ومنها مسألة المواريث، بأن الله قد وضع الأحكام كحد أدنى للإلتزام الأخلاقي والإنساني وليس كحد أعلى لا يمكن تجاوزه! بمعنى أنك لا تقدر أن تنزل عن الحد الأدنى المحدد في الأحكام لكن المسألة مفتوحة أمامك لتطور هذا الحكم إلى أعلى المستويات الإنسانية والأخلاقية الممكنة وهذا لا يمكن أن يغضب الله مطلقا! لهذا اسقاط احكام المواريث اليوم في زمن صارت فيه الفتاة تعول هي الأسرة وتصرف على اخيها وتتكفل حتى بمصاريف زواجه، هو مما لا يمكن قبوله لأنه يتنافى مع أبسط مبادئ العدل! فإذا كان الحد الأدنى المحدد في القرآن هو أن تأخذ الأخت نصف ما يأخذ أخوها فالحد الأعلى للحكم هو أن تأخذ أكثر منه أو تساويه على الأقل! هل سيغضب الله لو حدث هذا؟ هل سيعتبر الله أن هذا انتهاكا لحكمه ويفضل أن يأخذ الأخ العاطل أكثر من اخته التي تشقى وتكد وتصرف على الأسرة وعلى نفسها؟ ابدا لا يمكن أن يغضب الله من العدل.. لكن الرجل فقط من سيغضب والرجل فقط من سيعتبر بأن هذا انتهاكا لحكم الله لأنه يتعارض بشكل مباشر مع مصلحته المادية.  

أنتهي. 
____________________________________________

"يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس من بعد وصية يوصى بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما"
النساء 11 

" ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم لاربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو يدن ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية يوصون بها أو دين وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو اخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار وصية من الله والله عليم حليم" 
النساء 12

الأربعاء، 7 يونيو 2017

من جاردن سيتى الى التحرير ، للصديقة رندا شعث


من جاردن سيتي الى التحرير 
1
في الشرفة الصغيرة تطل على شباك بيت الجيران بوابته في شارع الجميعي والفيلا المهجورة وشجرة المنجة - فيها منشر الغسيل وكنبة. أجلس أنا طفلة في الرابعة مع جليستي التي تكبرني بأعوام بسيطة بينما تنشغل أمي بارضاع المولود الجديد - أخي علي. لا تنسى أن تحشو لي سندوتشات - لانشون وحلاوة طحينية. لا أحبها. لا أحب الأكل عموما. تجبرني بالبقاء على الكنبة حتى أنتهي من عشائي. أبكي وأرجو جليستي إنقاذي. تأكل لي السندوتشات. أهلل وأصفق. هي تؤكد لأمي أنني انتهيت منها.
أبتسم للجارة الشابة. شباكها وشرفتنا بينهما مسافة ثلاث أذرع. لا تكفي للتلامس ولكنها كفيلة لإيصال الحلوى التي ترميها لي عبرها. ألعب في الشرفة كثيرا. ألتقط الحلوى بمهارة وآكلها بسرعة.
3
تسمح لي أمي - بمعية عم عبد الحميد البواب النوبي ذو الشارب الطويل والعمة البيضاء الكبيرة أن أنزل سلالم الادوار الثلاثة الى مرأب السيارات الضخم والمظلم. له مدخل من داخل العمارة عبر الحديقة الصغيرة. مدخله يفتح على شارع حوض اللبن. تجلس سيدة جميلة بثوب مزركش تبيع البيض البلدي في سلة من خوص. أناولها القروش التي أعطتها لي أمي وأحمل البيض في صحن.   
4
أسمع والدي يتهامسان عني. أفهم أنني كبرت على حضانة الحديقة في تقاطع عائشة التميورية والطلمبات وعلي الذهاب الى المدرسة. صباح اليوم التالي يمسكان بيدي - كل بيد. يتجهان الى الكورنيش. نمر بالمدرسة الكبيرة في شارعنا. على بابها توقفا ليسألان رجلا جالسا بالباب. أنبهر بتمثال مرمري بديع محاط بالضوء يحتل المدخل. كان لأم حنون تحمل طفلا. والدي لا تعجبهما اجابة الرجل لسبب ما. يحاولان شدي مجددا باتجاه الكورنيش. أبكي وأتمسك بالمدرسة اللي فيها تمثال ست منور. أخفق في اقناعهما.
5
يلحقاني بمدرسة في الجيزة يعتلي برجها ديك يتحرك باتجاه الريح. يعود بي باص صغير. يكلف عبد الحميد ذو العمة البيضاء بمهمة جديدة. توصيلي الى شقتنا في الدور الثاني. يمر شهر وتسمح لي أمي باعتلاء السلالم وحدي ولكنها تنسى ابلاغ عم عبد الحميد. يعود الباص. يمسك هو بيدي. أحاول افهامه أنني كبرت وأستطيع الطلوع وحدي. يأبى. أملأ أدوار العمارة الخمس صراخا دفاعا عن استقلاليتي!  
6
يبلغاني والدي أنهما سيتركانني أنا وأخي بعد أن ننام لمشوار قصير. أحس بباب البيت يغلق برفق. علي يغط في النوم. أسمع حفيف أقدام بجانبي في الظلام. أرتعب. أمد يدي الصغيرة وألمس قماشا. أبدأ في مناداة أهلي بصوت مرتفع. أجد أبي بجانبي. أحكي له عن وجود الحرامي. يضيء الغرفة ليؤكد لي خلوها منه. علي ما زال يغط في النوم. أؤكد أنني أمسكت به. يمسك أبي بستارة الشباك بجانب سريري "هذا ما أمسكت به". أرتعش خوفا. يحملني ويلف بي أرجاء الشقة الصغيرة لأتاكد من استباب الأمن.


7
في المنطقة كلها دكان واحد يبيع الحلويات. "أحمد عطية" في آخر شارع حوض اللبن وقبل شارع مستشفى الليدي كرومر. صار لي مصروف أسبوعي. يضيع كله هناك. البقالين في نفس الشارع ثلاثتهم من الخليل. تميزوا بالجبن والزيتون. ولهجتهم المحببة. 
لم يعد علي رضيعا. صار طفلا كتوما ومسالما. لا يضيع كل مصروفه عند أحمد عطية ويمضي وقتا أطول مني بكثير عند أكل الحلوى ويغيظني بعد أن أكون أنا انتهيت منها. عاد مرة الى البيت في شدة التأثر. حكى لنا أنه رأى رجلا يبكي في الشارع الطويل الملتف والملتوي بين مبنى دير المير دي ديو ومباني السفارة السعودية الادارية. كان بائع جرائد يحمل الورق المقوى فارغا، ينظر الى الارض يبحث عن شيء ما ويبكي. سأله علي وأجاب وسط دموعه أنه ضيع ايراد الجرائد. ما كان من علي غير أن منحه كل مصروفه الاسبوعي.  بابا وجارنا شاهدوا نفس الرجل في نفس الشارع بنفس القصة مرارا بعد ذلك.

8
أرتدي الآن زيا مدرسيا بنيا له ربطة عنق قبيحة مقلمة بالورب كناري وبني. صارت مدرستي الاعدادية والثانوية أبعد من حضانتي بكثير. في مصر الجديدة. ينتظر الاتوبيس أربع طلاب وأنا في موقف واحد في شارع قصر العيني. في نهاية شارعنا السلاملك يتفرع شارع آخر اسمه الحديقة. في منتصفه عمارة لها مدخلين - أحدهما في شارع الحديقة والآخر يفضي الى شارع القصر العيني. يختصر طريق المشي. وقتها كان للسيارات العابرة في شارع القصر العيني اتجاهين. وفي المنتصف خط الترماي. أسعد بخبث حين تقع السنجة أمامنا فيتعطل دقائق. يتيح لي الفرجة على الركاب بينما يهرول الكمساري ويشبكها بالخط الكهربائي. أتتني جرأة اعتلاءه يوما حين لم ألحق بموعد الاتوبيس. الترماي لباب اللوق ومنه للإسعاف ومنه لمنشية البكري وأمشي دقائق واصل مدخل مدرسة البنات في شارع جسر السويس. أعدل من هيئة الزي الكئيب قبل الابتسام لبواب المدرسة ليسمح لي بالدخول متأخرة عن الطابور الصباحي.
9
أفتتن بشخصية هيلين كيلير بعد قراءة كتاب. أقرر المشي في الشارع مغمضة العينين. قسمت المشوار حتى موقف الاتوبيس لمراحل أربعة. صار الموقف أبعد - عند العمارة الضخمة في آخر شارع اسماعيل باشا. أتمرن كل صباح. عددت الخطوات من عمارتنا لآخر سور الفيلا التي اشترتها السفارة السعودية الحديدي. أتوقف لأنظر مرة داخل السور للمبنى الجميل المهجور وحديقته المهملة ومرة للأشجار الجميلة عند تقاطع شارع الحديقة. أمر بمدرسة الابراهيمية وأعرج شارع مضرب النشاب وأغمض ثانية. أفتحهما قبل الميدان الصغير وأعبره مبصرة.  لا أذكر ان كنت بعد تمرين شهور قد قطعت المراحل الأربعة دون النظر خلسة..

10
تقطعت سبل الحياة في لبنان حيث عشنا سبع سنوات وبات أبي بدون مصدر رزق. جاب الأمة العربية وحمل معه أمي والمولود الجديد رامي وشهاداته وتركنا مع جدتي (أمه) عاما تولت رعايتنا في شقتنا. انشغلت جدتي بمشاكل عمتي الصغرى زاد من رباط الاخوة بيني وعلي. كانت لها جارة فلسطينية تقطن الدور الرابع. شابة من بيت لحم تأتي للزيارة تحمل طفلتها شقراء وعيونها لون البسلة. تترك في عهدتي في الشرفة الصغيرة ألاعبها وأشاركها حلوى الجارة. حين استقر الحال بوالدي مرة ثانية في القاهرة. صارت الجارة نادية أقرب صديقة لأمي تزورها كل يوم.


11
تغيرت معالم شقتنا مرارا. صممت لعازب بغرفة نوم واحدة كبيرة وحمام ومطبخ صغيرين وثلاث صالات متصلة الاخيرة عند الباب بها مدفأة حجر أحمر موصولة بسطح العمارة. الشرفة في آخر الشقة تجمع بين الغرفة والصالات. كانت قبلنا لزوجين ايطاليين مسنين. حين سكنها والدي وبحوزتهما طفلة عمرها ثلاث سنوات اقتطعوا جزء من احدى الصالات بحائط - صارت غرفتي. شاركني فيها علي. صرنا ثلاث بعد مولد رامي انتقل أبوي إلى الغرفة الأصغر احتلينا نحن الثلاث الغرفة الكبيرة مع إنشاء فاصل خشبي لا يصل إلى السقف وآخره ستارة قماشية بدلاً من باب حتى يكون لي أنا الابنة الكبرى خصوصية تفصل بيني وبين الصبيين. لم يحل ذلك من خلافاتنا المستمرة. مفتاح الكهرباء واحد وهم المتحكمين في الإضاءة - نوع الموسيقى التي أختارها فالصوت مسموع في الغرفة كلها - جوارب وصواريخ ورقية كثيرة طارت من فوق الفاصل مكونة الأسلحة في حروبنا الصغيرة.عند نجاحي في الثانوية وتقديم أوراقي للجامعة استنفذ أبواي مدخراتهم ليأتوا بمهندس ديكور عبقري أنشأ لي غرفة كاملة مستقلة مستخدماً الشرفة وجزءاً من غرفة الطعام في الجزء الشرقي من الشقة. 

12
قيلولة أمي مقدسة. ساعة ونصف من الصمت الاجباري كل يوم. تصحو في هدوء.  تخبز كعكة. تكون جاهزة مع أكواب النسكافيه للسيدات والمثلجات للصغار. مجلس الحارة ينعقد يوميا في السادسة. تحتل ماما وطنط نادية وحسنا الصالون تحتسين القهوة ويناقشن أحوال الصغار والدنيا والمسلسلات. الصغار رامي ورنا وميرال ولينا ونادين وريم بعد تناولهم نصيبهم من الكعك ينتقلون اما لبيت حسنا في الدور الخامس او عبر الشارع في بيت نادية. الرجال أيضا يهربون للمنزل الثالث - الفارغ من السيدات والأطفال. أنا تائهة بين الأدوار وعلي يقرأ كتابا. الى أن اكتشف التدخين. صار وقت اجتماع الحارة فرصته للتزويغ في شوارع جاردن سيتي هو ودخانه. مسكه متلبسا عمو محمد وعمو آفو عدة مرات. عنفاه ولم يبلغان أمي وأبي.

13
الخمس بنات نصبن رامي قائدا ومنحنه لقب الوطواط الكبير. لا يحب الاستيقاظ بالنهار ويفضل الليل. يلعبون وحدهم في أحد البيوت الثلاث. يتأمر رامي عليهن ويشترط قواعد اللعب. هم أول من اكتشفوا امكانية الاختفاء في سطح العمارة. كبير ويكشف الحي كله من النيل وعمارة بلمونت والمدرسة والدير من جهة حتى نهايتها في شارع قصر العيني نهاية شارع اسماعيل باشا وبداية شارع المبتديان. كلها يوما كانت قصر واحد "العالي". فوق السطح باءت محاولاتهم للشوي بالفشل. حرقوا دائما ما شووه لكن أسوأها كانت يوم حاولوا انقاذ الفحم الجاف بسكب زجاجة كولونيا.


14
حاز رامي على دراجة في عيد ميلاده. تعرف على ورشة نفخ الاطارات في شارع قصر العيني بجانب ورشة صنع المفاتيح عند منعرج شارع الطلمبات. كان يعلوه مجسم مفتاح كبير. كان العلامة الوحيدة للدخول الى بيتنا في جاردن سيتي من الشارع. شارع قصر العيني به ورش عديدة لخدمات الحي نفخ الإطارات صنع المفاتيح تصليح ساعات قطع الزجاج للمرايا واللوحات الفنية مكوجي ورشة لتصليح الكراسي مصوراتي محطة بنزين وصيدلية. لم يكن هناك دكاكين سوى محل لبيع الخمور ومحل خردوات واحد. أول دكان كان باتا للأحذية عند آخر حوض اللبن وتقاطعه مع القصر العيني. ما زالوا موجودين وعشرات من البقالين والدكاكين تبيع التليفونات والجوارب والملابس الداخلية. ورشة صنع المفاتيح تخلت عن مجسم المفتاح وأقامت قهوة الكراسي البيضا وحمدا صرت أعرف مداخل الحي بدونه. رامي بدراجته تخلى عن زعامة البنات وعن شوارع جاردن سيتي. صار له رفقاء دراجة آخرين من المنيرة وانطلقوا متسابقين على الكورنيش عبروا النهر وجابوا أنحاء العجوزة والدقي.

15
بعد سنوات سبع سكناها في لبنان عدنا لنفس البيت. انتقلت جدتي بعد رعايتها لنا عام لشقة في مدينة نصر. عمتي وزوجها تركوا شقتهم الصغيرة في شارع جسر السويس وبنوا عمارة في آخر الحي السابع. سكنت جدتي في الدور الثالث منها. كنا نصف الطريق لها أنه في نهاية شارع الطيران تنتهي الدنيا. بعدها تنعطف الى الشمال. تفرح ابنة عمتي بالفضاء المحيط وتقرر بدء رياضة الركض الصباحية في الشوارع الخالية. تشتري ملابس وحذاء رياضي جديد. تبدأ في الركض وتتوقف بعدها بثوان. عشرات الكلاب الضالة قررت ممارسة الرياضة خلفها.

16
بعد عودتنا استأجر أبي شقة ثانية في جاردن سيتي في شارع مضرب النشاب الذي تغير اسمه لمديرية التحرير. نقل اليها دار الفتى العربي من بيروت بعد انغماسها في الحرب واستحالة عودتنا هناك. عملت أمي معه تترجم وتجمع قصص التراث المصري والأشعار الفلسطينية. صرت طالبة في الجامعة الامريكية بعد رحلة شقاء في عام الثانوية العامة. تصحو أمي مبكرة وتتحرك قبلي الى المكتب. أمر عليها يوم الامتحان لتدعو لي قبل أن أنطلق لآخر شارع قصر العيني. المثير  المرور عند عودتي ومقابلة الكتاب والرسامين. أدعوهم بلقب "عمو"، ويعاملنني كشخص ناضج


17

أحمل مسؤولية بيت كبير. رجل مسئول وضيوفه متنوعين وكثيرا مجتمعين في المنزل . صبيين أحدهما مراهق صغير غاضب لموت أمه مبكرا. والآخر مراهق كبير يميل الى الصمت والوحدة. أنا لست زوجته ولا أمهما. حظي أن أكون الابنة/الاخت الكبرى. والبنت الوحيدة لأم رحلت في غيابها. توالت الجدتين رعايتهم حتى عادت من دراستها بالخارج. نسوا نظام الغائبة التشاركي في أعباء المنزل وصار حكرا على النساء - أنا -. أعمل ستة أيام في الاسبوع كمصممة لكتب الاطفال في دار الفتى العربي. وأعود لتولي ادارة المنزل العامر. في غضون شهور قليلة اكتسبت شخصية الاخت دائمة الشكوى والصياح. انتقلت العائلة لشقة أكبر في جاردن سيتي. في الدور الرابع عشر. اشتراها والدي ولم تلحق أمي نتيجة تشطيبها والانتقال اليها. غبت عام كامل خلالها تأقلم أبي وأخوي على فكرة غياب امي. طوال فترة غيابي توهمت أن أمي هناك في القاهرة. عند عودتي كان علي وحدي مواجهة حقيقة غيابها. وحقيقة منزل جديد. في عمارة بنيت حديثا لا تحمل تاريخا لأحد. عزائي الوحيد كان شباك غرفتي المطل على جامع السلطان حسن والقلعة. والقمر. اكتشفت بعدها بفترة كل الأسطح من حولي. كل سطح يحمل قصصا وسير لحياة بإيقاعات مختلفة. هنا عائلات يقفن طابورا في الصباح على الحمام الوحيد. وهنا سطح مقسوم اثنين جهة لعائلات النوبة والأخرى لعائلات التي اتت من الدلتا. سطح مزين بنباتات كثيرة صار حديقة. وسطح آخر يعود عائلها ساعة قبل المغيب. يفرش ملاية على الارض ويتناول طعامه مع سرب حمام يعوده من أرجاء المدينة. يؤنسني الحمام. وأتخيله يزور الأميرة الأسيرة في البرج العالي حتى حملت كاميرتي وذهبت مستكشفة لأسطح جاردن سيتي وقصص ساكنيها.
18


استلمت مسؤولية ادارة المنزل يوم عودتي من السفر. وان استمرت جدتي لأمي فاطمة في زيارتنا من حين الى آخر. تحمل لنا بيضا وحماما وفطيرا وتملأ مكحلتي النحاسية كحلا صنعته لي من لبان الدكر. لا تتحمل الابتعاد عن بيتها وحديقتها ونخلاتها وطيورها في المندرة أكثر من  خمسة أيام. أكبر مخاوفها في الرحلة كانت ركوب القطار وخاصة النزول منه - عتبة بابه عالية عن رصيف المحطة. كادت ان تقع أكثر من مرة. 
تنتقد ارتدائي للبنطلون وتكرر أمنيتها لي رؤيتي مرة بفستان.  تنزعج من شعري الطويل المموج "المنكوش" وترجوني الذهاب لفرده. الى أن أقنعتها أن ست الحسن والجمال في الحواديت التي كانت تحكيها لنا صغارا - كان شعرها طويلا ومموجا. حين سألتني أخرجت لها كتابا للقصص الشعبية المصرية رسمها ايهاب شاكر من اصدارات دار الفتى كانت أمي ساهمت على جمعها بقيادة عبد الفتاح الجمل. كانت فخورة أنني أعمل حيث عملت أمي.  
أعود من العمل لنخطط رحلة قصيرة انا وهي. سوق باب اللوق للأدوات المنزلية مولد السيدة زينب وكثيرا الى السينما. اصطحبتها مرة هي وجدتي لأبي سميحة اللبنانية لفيلم سمك لبن تمر هندي. جلست بينهما. جدتي سميحة ظلت منزعجة طوال الفيلم تريد العودة الى البيت ولا تفهم نكات الفيلم وجدتي فاطمة مسخسخة على روحها من الضحك.   
في يوم أخير قبل عودتها الى الاسكندرية ودقائق قبل تركي للمكتب في الدور الارضي في شارع مديرية التحرير سمعت صراخا. بدلا من المشي الى المنزل خرجت الى شارع قصر العيني. هرج ومرج. البشر يركضون في كل اتجاه. صياح وبكاء في مدرسة البنات في الفيلا الاثرية عبر الشارع  (صارت مبنى لمجلة روز اليوسف). المعلمات يركضن تاركات الطالبات خلفهن يتقافزن فوق السلالم العتيقة ويسحق بعضهن البعض. أشد مارا وأسأله "زلزال، زلزال". أقلق وأحث الخطى الى المنزل - جدتي وحدها. يحذرني البواب من الطلوع ويؤكد لي أن جدتي آخر من سمحوا له النزول بالمصعد. "وأين ذهبت؟؟" "ركبت السيارة مع جيراننا". أنتظرها في الشارع ساعتين. أضرب أخماسا في أسداسا. هلت سيارة الجيران وفي معيتهم تيتة. خافت حين اهتز المنزل. وقعت كل الكتب والصور من الأرفف. فتحت الباب ورأت جيراننا يحاولون تهدئة الشغالة الصغيرة التي كانت ستقفز من الدور الرابع عشر لخوفها من وقوع العمارة. نزلت معهم بدون مفتاح. عرضوا عليها الذهاب معهم الى النادي. 
جدتي تجولت في جاردن سيتي وذهبت الى نادي الجزيرة - بقميص النوم وطرحة الصلاة. لم تعد تذكر بنطلوناتي وشعري المنكوش أبدا بعدها
19
 

الحرب على لبنان مشتعلة. بيروت محاصرة أرضا وبحرا وجوا. القاهرة أيضا مشتعلة حرا ورطوبة. تعقد لجان مناصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني. أنغمس مع مجموعات مختلفة محاولة أن أكون مواطن مفيد. أساعد يوما في توزيع أوراق تحث المواطنين لمقاطعة البضائع الامريكية. كنا خمس بنات طبخن "الغرا" لأول مرة في حياتنا. أعجب لفقر المنطقة. دكانها الوحيد بالكاد يبيع الجبن القريش والشاي السايب. أعجب أكثر من الذكر الوحيد الذي ظهر فجأة مع المجموعة آمرا متسلطا مع انه لم يشارك في التحضير. مرة أخرى أساهم في تنسيق مؤتمر شعبي في السيدة زينب. يتضمنه تعليق يافطات وترتيب كراسي وتوزيع كتيبات والأهم شرح الأخبار للأهالي. بعد يوم طويل مرهق تعرض صديقة كانت تساعد توصيل ما تمكن من المشاركين الدخول في سيارتها الفولكس الصغيرة. ركبها ستة أشخاص بأعجوبة. كنت الأولى في ترتيب الوصول. السيدة زينب لا تبعد كثيرا عن جاردن سيتي. حين توقفت صديقتي أمام العمارة صاح أحدهم "ايه ده ساكنة في جاردن سيتي؟ بورجوازية يعني؟؟" ولأول مرة تسعفني سرعة البديهة  " ايوة بورجوازية عندي تطلعات بروليتارية".

أحد الاجتماعات المسائية عقد فوق سطح منزل محامي في المنيل. وسط اللغط والزحام طلبت مني صديقة العائلة أن أعتني بابنها الصغير ريثما تأتي بدواء من الصيدلية. نقاشات وصراخ وكراسي فراشة تزداد فوق السطح المطل على النيل. دقائق مرت هرج ومرج. قوات الأمن هجمت على السطح. أسرع الجميع بالقفز والركض محاولين الوصول الى الشارع. وأنا معهم وفي يدي يد ياسر الصغير. 
في الشارع بوكسات الأمن وهراواتهم في انتظار الجميع. حاولت الركض وأنا واعية بعدم جدوى ركضي ومعي الصبي. وسط الزحام - السيارات، الدكاكين، رجال الامن والراكضين في كل اتجاه لمحت دكانا ملونا منيرا أمامه طابور وقفنا وراءه. اكتشفت أنه محل آيس كريم. اشتريت لي وللصغير وخرجنا بالبسكوتتين الممتلئتين الى الشارع مرة أخرى. ما زال الأمن يضرب ويقبض على الناس. لم نحاول الركض مرة أخرى. وقفنا على حافة الرصيف بجانب المدرعة نراقب الضرب ونلحس الأيس كريم  في صمت... كنا الوحيدين الذين نجونا من الاعتقال.
عدت الى جاردن سيتي مشيا - سالمة!

20
  

نجوت من حادث المنيل ومن ضرب مسيرة الازهر ومن غباء بعض المشاركين في اللجان المناصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني. الحدث المثير بالنسبة لي كان الأسبوع الفني والثقافي في قاعة النيل التابعة للآباء الفرنسيسكان في شارع محمد فريد. كان جدولا حافلا اشترك في فقراته عدد كبير من الفنانين المصريين بالغناء والعزف والأفلام وإلقاء الشعر. قامت دار الفتى العربي بمعرض كتاب  أمام القاعة. سمعت أمي عن فيلم توثيقي عن المرأة الفلسطينية "الذاكرة الخصبة"  لمخرج فلسطيني شاب من الناصرة اسمه ميشيل خليفي وسعت جاهدة لعرض الفيلم في هذا الاسبوع وجمع المال لدعوته المشاركة بشخصه وفيلمه خلال الاسبوع. ساعدها سمير فريد. دعى والدي ميشيل بعدها للعشاء في منزلنا للتعرف عليه. حكى لنا حلمه لفيلمه الروائي الاول. أهم ليلة بالنسبة لي كانت الاخيرة. غنى للجمهور الشيخ امام وغنيت أنا لفلسطين فقرة صغيرة قبله. (كان صوتي مقبولا قبل بداية التدخين). 
وأنا صغيرة حرمت من لقائه.  كنت أترك في البيت لرعاية أخويّ ليالي زيارة أبي وأمي لبيوت الأصدقاء للاستمتاع بغناءه. كان وبقي محظورا في القنوات الرسمية.                 
حين قبلت الفرصة المتاحة لي لأكمل دراستي العليا في الولايات المتحدة الأمريكية وكانت أول رحلة لي أغادر فيها أرض الوطن وأبقى بعيداً عنه لمدة طويلة. غياب قد يطول لسنة كاملة قبل استطاعتي العودة في زيارة أولى اجتاحني أحاسيس قوية ومتشابكة لفراق الأهل، البيت، والبيت الأكبر. اختلطت مشاعر الرهبة من المجهول، الشوق، الحزن للفراق، ومن تغير الأشياء في غيابي. هالني ما يمكن فقده في غيابي. أحسست بأني أريد وداع من كوّنوا رموز شبابي ووعيي. أردت زيارة الشيخ إمام.
طلبت مساعدة صديقتي عزة لصداقة والدتها محسنة توفيق مع الشيخ ومعرفتها لمكان إقامته. انطلقنا بعد ظهر يوم إلى حوش قدم. سألنا عن الشيخ في الحارة، عرفه الكل، ودلونا إلى دكان البقال الذي كان يجلس دوماً أمامه. حين علم الشيخ بمقصدنا قام واستضافنا في المقهى أمام منزله. جلسنا ثلاثتنا نحتسي الكوكاكولا. لم أكتف بذلك. طلبت منه زيارة بيته. كان محرجاً للغاية من غرفته المتواضعة ولكنه وافق بعد إصراري.
صعدنا السلالم القديمة. بيته مكوّنٌ غرفتين صغيرتين ليس بهما من الأثاث سوى سرير عريض وبعض الكراسي الخشبية. ملابسه كلها معلقة على ماسورة خشبية بعرض الحائط -  بجانبها علق العود. وشباك صغير.
مرت لحظات من الصمت العميق. استجمعت شجاعتي وسألته إن كان يريد أن أصف له المنظر من الشباك. وصف لنا هو المئذنة العثمانية التي تجاوره وأضاف أنه أذّن للصلاة منها في شبابه ومن جامع آخر بنفس الحي.
أفشت عزة بسري. قالت له أنني بدأت تعلم العزف على العود فأصر على إنزال عوده المعلق وطالبني بالعزف. تصاعدت الدماء إلى وجهي وأذني. لم يرهم الشيخ وإن كنت متأكدة أنه أحس بتوتري. لم أكن سوى تلميذة مبتدئة. دس بالعود بين ذراعي وبدأ في توجيه النصح في مسك الريشة. جاملني  بقوله أنني بقليل من التمرين سأصبح عازفة ماهرة.
لحظات من صمت أحاطت بنا للمرة الثانية. كنت أتمنى أن يعزف هو لي. لي وحدي- أنا - أزور الشيخ إمام في بيته - أنا أودع الشيخ - أنا مسافرة وحدي. فجأة تحقق الحلم. سألني عن أغنيتي المفضلة. بتلهف طلبت أن أسمع "حلوا المراكب" وغناها لي الشيخ. بعدها غنى لي أغنيته هو المفضلة.. أغنية عشق مصفاة: "عشق الصبايا"! كان مبتسماً وهو يقول "شوف الحكاية يا وله، شوف الحكاية.. عشق الصبايا يا وله طول معايا".
بعد أن انتهى وقفنا ثلاثتنا. وقفة الوداع. حدث ما لم أكن أتخيله. استند الشيخ على كتفينا أنا وعزة. ارتعش وارتعشنا. بكى وقال "أوعوا تنسوني.. أوعوا تنسوني". كانت لحظة مرعبة. لجمالها. أجبت أنا "إحنا ما نقدرش ننساك انت اللي ما تنساناش، حتوحشنا".
نزلت السلالم وقدميّ تصطك ببعضهما. سافرت بعدها بيومين.
حين عدت بعد سنتين حاصلة على شهادتي، كانت أمي رحلت عن دنيانا في حادث سيارة. صرت مسؤولة عن بيت كبير وأخوين. لم أعد أستطيع أن أكمل دروس العود كما أوصاني الشيخ. 
بعدها بسنوات كثيرة رحل عنا الشي

21

استمر حصار بيروت 88 يوم الى أن قرروا اجلاء الفدائيين. السفن المتجهة الى السودان واليمن كانوا ستمر عبر قناة السويس. مرت علي ميسون بسيارتها السيات 133  الصغيرة ذات البابين.  تجمعت السيارات في ميدان التحرير في الفجر وانطلقنا في شوارع المدينة النائمة إلى طريق السويس. سيارات كثيرة لحقت بالركب. من الشباكين الخلفيين لكل سيارة، رفرف علم فلسطيني كبير. في مصر الجديدة، لحقت بنا بعض الباصات من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. لما وصلنا إلى الطريق الصحراوي كان الموكب يشبه لقطة من أفلام كيروساوا ولكن بتفاصيل حديثة. وقفنا للاستراحة والتشاور. عشرات من السيارات والباصات اصطفت على جانبي الطريق، مكونة صفاً ملوناً طويلاً يمتد في الصحراء الذهبية، وأعلام ترفرف عالياً في السماء الزرقاء. تبادلنا زجاجات الماء والسندويشات.  اخترنا السويس لانتظار وتحية سفن الفدائيين الخارجين من معركة بيروت. الذين صمدوا ثمانين يوماً في وجه القصف الإسرائيلي. راحلين إلى السودان واليمن مروراً بقناة السويس.  اشتعلت في كل كاسيتات السيارات أغنيات النضال تحضيراً للحناجر للغناء للأبطال. فيروز، الشيخ إمام، مارسيل خليفة، أغاني المقاومة وحتى  أغاني الثورة لعبد الحليم حافظ مع استبدال اسم ناصر بياسر.
في القنطرة خرج عجوز فلسطيني محاولاً اللحاق بالركب. اعتقد من منظر الموكب أن فلسطين تحررت. ظل يدبك بعصاه أمام السيارات. فشلنا في إفهامه أن فلسطين لم تتحرر بعد، وأخذناه معنا.
قبل الوصول إلى السويس، أوقفتنا سيارات أمن الدولة ووجهتنا للمكان الذي اختاروه لانتظارنا الأبطال. منخفض عريض على القناة مباشرة بعيداً عن العمران. لم نساوم. كانت الساعة العاشرة والنصف صباحاً والمفترض مرور السفن في الثانية عشرة. الحماس على أشده. الحناجر تصدح بالأغاني وبهتاف ثورة ثورة حتى النصر. علقت لافتات الترحيب بين النخلات لتكون واضحة للمراكب عن بعد. زينت الأعلام الفلسطينية صدور الجمع والأحجار المطلة على القناة. الرجال والنساء والأطفال يدبكون مهللين وملوحين بالأعلام."ياسر واحنا كلنا حواليك" "ياسر، ياسر، ياسر" "وعيون الدنيا عليك". اقتربت الثانية عشرة فاقترب الجمع من مياه القناة العميقة، حتى كاد البعض أن يقع فيها. وعلا صوت الحناجر.
الثالثة بعد الظهر والشمس ساطعة، حامية،  فوق رؤوسنا فلا ساتر على ضفة القناة سوى بعض النخلات النحيفات. ولم تلح أي بادرة لظهور السفن. بدأ الأطفال في التململ مطالبين أهاليهم بالطعام. جاء جندي يخبرنا أن السفن لن تصل قبل السادسة. جاءت الفرصة لقليل من الراحة، أهمها راحة للحناجر التي بدأت في البحة. افترشنا الأرض وتشاركنا في القليل من الطعام الموجود فالرحلة كان مقدر لها أن تنتهي قبل العصر. 

قبل السادسة بكثير، صدحت الحناجر مرة أخرى. اتجهت الأنظار إلى الشمال الكل يريد أن يحظى شخصياً باللمحة الأولى. عادت حلقة الدبكة وسط الهتاف. رفرفت الأعلام عالياً، بنسائم الأصيل. لكن المغيب أدركنا بظلامه قبل أن يدركنا بالبشارة.
ظهرت مشكلة جديدة. كيف للفدائيين أن يرونا في الظلام؟ كيف سيدرون بوجودنا وقد أتينا فقط لتحيتهم؟ كيف سيقرأون اللافتات المرسومة بالمحبة والأشواق؟ ذهب وفد صغير للتفاوض  مع ضابط المباحث المكلف بحراستنا - بمراقبتنا - كان نتيجته تركيب كشافين على نفس النخلتين التي علقت بينهما اللافتة القماشية الكبيرة. مرسلين نوراً ضعيفاً بالكاد يضيء أشباحنا الهائمة في ظلام الصحراء.
حين صارت العاشرة كان الكثير من الأطفال قد ناموا في أحضان أمهاتهم. تفرق الجمع مفترشين الصخور والأرض، منهم من يدخن في صمت، ومنهم من يقرأ في هدوء أبياتاً حفظها من الشعر، ومنهم من يناجي السماء ويحلم بالوطن. ناقش البعض بداية العودة إلى القاهرة. خاصة العائلات التي جاءت بأطفالها أو بكبار السن. طرح البعض فكرة المبيت في بور سعيد والعودة في الصباح التالي. تمسكت الأغلبية بالانتظار. طالما أن أحداً لم ينف مرورهم الليلة، فالأمل موجود. فلننتظر.

كان الصمت مطبقاً. الليل في الصحراء. إرهاق يوم طويل أشعلته مشاعر في أوجها. لذا كان أول ناقوس هدر من بعيد كاف لإيقاظ الجميع كمن ألهبتم ضربة سوط مفاجئة. في لحظة هبوا. كتلة بشرية واحدة. رفعوا الأعلام التي التحفوا بها من البرد. بدأوا في الركض في نفس الاتجاه التي تسير فيه السفن  محاولين في هباء اللحاق بها، صائحين ثورة ثورة حتى النصر، ثورة ثورة حتى النصر، ثورة ثورة حتى النصر... سمعونا في السفن فبدأوا في التصفير وأشعلوا  لنا من متنها مئات الولاعات تومض مشاركة التحية قي قلب الليل. عبروا في ثلاث دقائق واختفوا. أكملنا الركض في نفس الاتجاه.. في قمة الانفعال وما زال هتاف ثورة ثورة حتى النصر  يدوي ويعود مكرراً مع صدى الصوت والريح. انخرط الجميع في بكاء تقطعت له رمال القناة.

الثلاثاء، 25 أبريل 2017

نص جميل للصديقة الاء سنان بعنوان " الناس من حقهم يبقوا نفسهم "




    
الناس من حقهم يبقوا نفسهم
      في البلاد البعيدة إللي فيزها صعبة وشوارعها خضرا ، لما واحد وواحدة حد فيهم بينقل بيت التاني وبيقرروا يعيشوا مع بعض ده بيبقى حدث مهم في حياتهم لأن بيكون يشبه للجواز عندنا.. إشهار يعني.. في البلاد الشياكة بقى زي مصر جينا نقلدهم أخدنا الفكرة بس جينا نطبقها كرمشت وبقت عفشة جدا ونتايجها خرا.. لأن مهما كان الراجل والست منفتحين فهما في الآخر عايشين في مجتمع منتن ومغلف بكمية هلاهيل غير طبيعية. فإللي بيعيشوا مع بعض هنا من غير جواز طول الوقت بيبقوا خايفين وعاملين حساب لنظرات البواب وكلام الجيران وقافلين الباب عليهم من جوة بتكتين وترباس ومركزين مع الستاير والشيش وكل ما يخليهم مش مكشوفين.. 
    بيبقوا خايفين مهما عرفوا يعملوا نفسهم عكس كده، وأي علاقة يحكمها الخوف أو الترقب وعدم الراحة هي علاقة فاشلة آجلا أم عاجلا حتى لو كان شخوصها عندهم كل مقومات النجاح أو أي نية كويسة أو جادة.
     الناس من حقهم يبقوا نفسهم ويكونوا مرتاحين ومش متوجسين وقلقانين. هو عايز يزغزغها.. هي عايزة تدلك له سمانته.. المفروض الكلام ده يحصل من غير ذرة تفكير وحسابات مين شايفهم ومين هيقول إيه وإمتى البوكس هيدخل عليهم بضهره.. 

      على صعيد آخر.. الجواز بقى مش بس مكلف.. لأ هو كمان مكلكع ومشلفط والمجتمع كله بيدخل معاك فيه بكل وساخاته.. بقى أصلا قرار صعب.. خوضه صعب وتنفيذه أصعب.. والبنت إللي بتحب واحد وعايزة تتجوزه ومعهوش فلوس "مثلا" يعمل فرح وهي مش فارق لها وأهلها يحلفوا ميت يمين إن يا فرح يا بلاش بيحصل معاها حاجة من إتنين.. يا بتتجوز واحد يقدر يفرح أهلها وينكد عليها.. وتنكد هي كمان عليه بالمرة، يا بتتجوز غصب عن أهلها بمشاكل كتير وأفشخانات أكتر وبيترسخ كده كده جواها إنها أقل.. ناقصها حاجة أو عملت حاجة غلط.. وهو كمان بيحس إنه ناقص وبيبتدوا حياتهم مش طايقين عائلات بعض إن ماكانوش سبوا لبعض الدين وكارهين عيشتهم سوا من قبل ما يبتدوها. ده مثال كيوت وأهبل وفيه حاجات أتقل وأوسخ كتير.
      الجواز والطلاق المفروض يكونوا أبسط وأسهل من كده.. يالا بينا نتجوز.. تعالي عيشي معايا أو آجي أعيش معاكي.. مبسوطين والدنيا سالكة ومتسنجفة.. نفكر نجيب عيال ونعمل عيلة.. مانبسطناش والعملية غمقت يبقى حصل خير وشكرا على اليومين اللطاف. 

    والناس إللي مزعلاهم  نسب الطلاق العالية وشايفين إن سهولة الجواز هتزود النسب دي.. لأ معلش.. الطلاق كتير لأن أغلب الناس بيتجوزوا المناسب والمتاح والمقبول مجتمعيا مش الشخص فعلا إللي نفسهم يجربوا يعيشوا معاه.. الناس لو عاشوا على فطرتهم إللي إتخلقوا عليها مشاكلهم هتقل لأن نفسياتهم هتهبط ولأنهم كمان هيضطروا يشيلوا مسؤولية اختياراتهم وقرارتهم إللي أخدوها بنفسهم مش نص البلد أخدتهالهم بالنيابة عنهم.  
     من الآخر.. يا الجواز يبقى سهل والناس تقرر وتجرب.. يا سيبوهم يعيشوا مع بعض من غير خوف. المحاكم إتملت ولمت ومافيش بيت في البلد دي مابقاش ملطوط. 

     والحب لو مابقاش ليه متنفس.. هنعيش كارهين بعض وكارهين نفسنا وهنبقى عرة المجتمعات.. إحنا أصلا فعلا بقينا عرة المجتمعات. 
ده على اعتبار إن إللي عايشين فيه إسمه مجتمع.. !!!