من Mourid Barghouti في 20 مارس، 2010، الساعة 09:23 مساءً
تّوّدُّ الخروجَ إلى كوكبٍ خارجَ الأرضِ
حتى تُرَتِّبَ عالَمَها مثلما تشتهي
فهذي البلادُ وهذي الحياةْ
جعلَتْ كلَّ أشواقها مُعجِزاتْ
تُريدُ لرائحةِ الثَّوْمِ في الظُّهر أن تَجمعَ الغائبينَ
ويُدهشُها أنّ بامِيةَ الأم أضعفُ مِن سطوة الحاكمينَ
وأنّ فطائرَها في المساء تجِفُّ
على شرشفٍ لا تُنَطْنِطُ فيه الأيادي
وهل تسع الأرض قسوة أن
تصنع الأمُّ فنجان قهوتها، مفرداُ، في الصباحِ
وتَسألُ: هل يسع الدهر يوماً خصومتها للشتاتْ؟
تَوَدُّ الخروجَ إلى كوكبٍ خارجَ الأرضِ
حيث تعجُّ الممراتُ بالراكضين إلى غرفةٍ مِن سِواها
وحيث الأَسِرَّةُ في الصبح فوضى
وكُلُّ المخدّاتِ تصحو مجعلكةً،
قُطْنُها غائصٌ في الوسَطْ
تريد اكتظاظ حِبالِ الغسيلِ
وأُرزاً كثيرا تُفَلْفِلُهُ للغداءِ
وإبريقَ شايٍ كبيراً يفور على النار عصراً
ومائدةً للجميعِ، مساءً، ينَقِّطُ مفرشَها سمسمُ الثرثراتْ
تَوَدُّ الخروجَ إلى كوكبٍ خارجَ الأرضِ
حيث الفطامُ حَرامٌ وحيث الطفولةُ تمتد للأربعينَ
وحيث زواجُ البنينَ جميلٌ جميلٌ
ولكنْ مشوبٌ ببعض الغلَطْ
وحيث الكنائنُ أخفَضُ صوتاً وأعلى امتثالاً
وحيث جميع الجهاتِ تؤدّي إلى مرفأ الصدر
مِلْءَ خليج الذراعينِ
تستقبلانِ ولا تعرفانِ الوداعَ
تريد من الطائرات الرجوعَ فقطْ! والمطاراتِ للعائدينَ
تَحُطُّ بها ثم .. لا .. تُقْلِعُ .. الطائراتْ
تَوَدُّ الخروجَ إلى كوكبٍ خارجَ الأرضِ
حيث تًحدِّدُ أين المفرُّ وأين المَقَرُّ
وأين ستدفن موتَى المنافي
وتعرف في أي أرض ستبكي
وعن أي أرضٍ تدافع حتى المماتْ
تَوَدُّ الخروجَ إلى كوكبٍ خارجَ الأرضِ
علَّ هناك مِن العَدْلِ ما سوف يمنحُها بِضعةً من قلوبٍ
لتحمل هذا العذاب الذي لم يُوَزَّعْ بِعَدْلٍ على الكائناتْ
تَوَدُّ الخروجَ إلى كوكبٍ خارجَ الأرضِ
لكنْ
هي الأرضُ يا أُمُّ، ما مِن سِواها لنا
ولنا أن نعيشَ هنا، هكذا، مِثْلَنا
مِثْلَ مَن لاحَقوهُ طويلاً
وما عاد مِن مَخرَجٍ عندهُ غير أن يستديرْ
واقفاً
في مواجهة الهَوْلِ كي يتدبَّرَ أمرَ النجاةْ
تَوَدُّ الخروجَ إلى كوكبٍ خارجَ الأرضِ
يا أُمُّ لا كوكبٌ، غير هذي الحياةْ
::: ::: :::
مريد البرغوثي
من ديوان طال الشتات 1987
حتى تُرَتِّبَ عالَمَها مثلما تشتهي
فهذي البلادُ وهذي الحياةْ
جعلَتْ كلَّ أشواقها مُعجِزاتْ
تُريدُ لرائحةِ الثَّوْمِ في الظُّهر أن تَجمعَ الغائبينَ
ويُدهشُها أنّ بامِيةَ الأم أضعفُ مِن سطوة الحاكمينَ
وأنّ فطائرَها في المساء تجِفُّ
على شرشفٍ لا تُنَطْنِطُ فيه الأيادي
وهل تسع الأرض قسوة أن
تصنع الأمُّ فنجان قهوتها، مفرداُ، في الصباحِ
وتَسألُ: هل يسع الدهر يوماً خصومتها للشتاتْ؟
تَوَدُّ الخروجَ إلى كوكبٍ خارجَ الأرضِ
حيث تعجُّ الممراتُ بالراكضين إلى غرفةٍ مِن سِواها
وحيث الأَسِرَّةُ في الصبح فوضى
وكُلُّ المخدّاتِ تصحو مجعلكةً،
قُطْنُها غائصٌ في الوسَطْ
تريد اكتظاظ حِبالِ الغسيلِ
وأُرزاً كثيرا تُفَلْفِلُهُ للغداءِ
وإبريقَ شايٍ كبيراً يفور على النار عصراً
ومائدةً للجميعِ، مساءً، ينَقِّطُ مفرشَها سمسمُ الثرثراتْ
تَوَدُّ الخروجَ إلى كوكبٍ خارجَ الأرضِ
حيث الفطامُ حَرامٌ وحيث الطفولةُ تمتد للأربعينَ
وحيث زواجُ البنينَ جميلٌ جميلٌ
ولكنْ مشوبٌ ببعض الغلَطْ
وحيث الكنائنُ أخفَضُ صوتاً وأعلى امتثالاً
وحيث جميع الجهاتِ تؤدّي إلى مرفأ الصدر
مِلْءَ خليج الذراعينِ
تستقبلانِ ولا تعرفانِ الوداعَ
تريد من الطائرات الرجوعَ فقطْ! والمطاراتِ للعائدينَ
تَحُطُّ بها ثم .. لا .. تُقْلِعُ .. الطائراتْ
تَوَدُّ الخروجَ إلى كوكبٍ خارجَ الأرضِ
حيث تًحدِّدُ أين المفرُّ وأين المَقَرُّ
وأين ستدفن موتَى المنافي
وتعرف في أي أرض ستبكي
وعن أي أرضٍ تدافع حتى المماتْ
تَوَدُّ الخروجَ إلى كوكبٍ خارجَ الأرضِ
علَّ هناك مِن العَدْلِ ما سوف يمنحُها بِضعةً من قلوبٍ
لتحمل هذا العذاب الذي لم يُوَزَّعْ بِعَدْلٍ على الكائناتْ
تَوَدُّ الخروجَ إلى كوكبٍ خارجَ الأرضِ
لكنْ
هي الأرضُ يا أُمُّ، ما مِن سِواها لنا
ولنا أن نعيشَ هنا، هكذا، مِثْلَنا
مِثْلَ مَن لاحَقوهُ طويلاً
وما عاد مِن مَخرَجٍ عندهُ غير أن يستديرْ
واقفاً
في مواجهة الهَوْلِ كي يتدبَّرَ أمرَ النجاةْ
تَوَدُّ الخروجَ إلى كوكبٍ خارجَ الأرضِ
يا أُمُّ لا كوكبٌ، غير هذي الحياةْ
::: ::: :::
مريد البرغوثي
من ديوان طال الشتات 1987