Friday, 1 October 2010http://tahyyes.blogspot.com/2010/10/blog-post.html
مع المزيد والمزيد والمزيد من الرصين حتى تخرج عقيدة اهاليهم واحدا تلو الآخر
الدعاية أو ما كان يسمى قديما بالدعوة هي الوسيلة الوحيدة لنشر فكر أو منهج حياة معين، المنهج الفكري يشكل منهج الدعاية. هناك بعض مناهج الفكر وأساليب الحياة التي تعتمد في آليات دعايتها على تحفيز العقل وهناك من يستعين بتحفيز العاطفة أو الاثنين معا.
تجد ذلك في الاتجاهات الاشتراكية والإسلامية التقليدية بالتحديد، وربما تعتمد الاتجاهات الإسلامية التقليدية، مثل الأخوان المسلمين، أو حزب الله، أو من يشابههم، على إثارة العاطفة الدينية، كما تعتمد الاشتراكية على إثارة العاطفة التضامنية، والاجتماعية لدى الإنسان.
إلا أنه، ولاختلاف الطبيعة الرأسمالية عن الاتجاهين السابق ذكرهما، تعمد المجتمعات الاستهلاكية والقائمين عليها إلى اللعب على الغرائز، ذلك لأن الغرائز أقوى تأثيرا، وأسهل في الإثارة. نجد ذلك في وسائل الدعاية الرأسمالية، مثل عرض أطباق الطعام الشهية، ضرورة إيجاد صورة لفتاة جميلة حتى في الإعلان عن غسالة أو مسكن ألم.. إلخ.
الغرائز تسيطر على العاطفة ومن العاطفة يسهل السيطرة على العقل، هذا بشكل عام لتوضيح الاسلوب المتبع في المجتمعات الاستهلاكية لتحفيز الجمهور.
كذلك تجد أن الحملات السياسية النابعة من نفس المنهج الفكري تتبع نفس الآلية في تحفيز العامة.
لو أخذنا مثالا للأزمة الطائفية الأخيرة. المحفز الرئيسي في هذه الأزمة هو محفز جنسي:
كاميليا زوجة الكاهن، طاهرة مطهرة، يقول عنها الأقباط: مرات أبونا.
حين أشيع بينهم أنها هربت مع مسلم ليحولها للإسلام ثارت ثورتهم. ثورة جنسية محضة، حيث تغيرت صورة كاميليا من امرأة طاهرة مرات أبونا، ربما تمارس الجنس مع زوجها لكن أحدا لا يتخيل والده وهو يمارس الجنس ومن ثم هي بعيدة عن هذا التصور، لكن بعد هروبها مع "رجل مسلم" تحولت إلى أيقونة جنسية، رجل مسلم، تغشاها، وغيرت هي ديانتها بسبب غوايته الجنسية لها، وبذلك تم تحفيز التنافسية الذكرية النابعة من الغريزة الجنسية، الأمر الذي يفسر عدم سماعهم للمنطق والعقل الذي يقول بأن فرضياتهم ليس لها أساس.
مع تحفيز التنافسية الذكرية لدى المسيحيين، تم تحفيز الغرور الجنسي لدى المسلمين الذي نشأ عن اقتناعهم بالرواية المسيحية الأولية، وشعروا أنهم كسبوا أرضا جنسية لدى الطرف الآخر.
بعد عودة كاميليا، ظهر أبو يحيى الذي يدعي إسلام كاميليا، وكان المسلمون في كامل استعدادهم لتصديق هذه الرواية دون سند بسبب إثارة غريزتهم، وبسبب الثورة التي قام بها المسيحيون.
هنا ارتفعت حدة التنافسية الذكرية لدى المسلمين إذ أن ذلك يعني باللغة الدارجة: امرأة مسلمة، ستسلم لرجل "كافر" ليمارس معها الجنس وهو لا يحل لها. وبهذا ثارت ثورتهم غيرة على "عرض" مسلمة تساق إلى فراش كافر.
حين تسيطر الغريزة الجنسية، وهي أقوى الغرائز، على الإنسان لا يمكن بحال من الأحوال أن يستمع إلى خطاب هادئ، كما انه في حالته الراهنة يفتقر بيولوجيا إلى القدرة على التفكير الهادئ أو حتى التعاطف الإنساني، والكل يعلم ان الانسان تحت تأثير ثورة الغريزة الجنسية يأت بأفعال مجنونة وقاسية
لذلك، فلا توسل إليهم بأن يرحموا البلاد سيجدي نفعا لأنك تحاول اثارة عاطفة ابعد ما تكون عن غريزتهم الثائرة
ولا حوار منطقي سيعيدهم الى رشدهم
كما أن خطاب العوا اثار بداخلهم الخوف فاستجابوا بسرعة بسبب اتصال الخوف والتنافسية ببعضهم البعض وجذورهما الضاربة في الغريزة الجنسية التي تعود الى غريزة حب البقاء.
الفتن التي تعتمد على الغرائز مثل فتن الجزائر والفتن الطائفية لن تجتث من جذورها الا مع اجتثاث النظام الاستهلاكي المتحكم في المجتمع المصري حاليا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق