الجمعة، 27 يناير 2017

الحرية يما نص جميل للصديق مجيد البرغوتى



الحرية يما ...

ملعون أبو الاحتلال!




بقلم: مجيد البرغوثي




تسأل: "أيها أهمّ: الحب ولا الصحة ولا الفلوس ولا؟

وتجيب على سؤالها: الحب يمّا .. الحب.

حين تقرأ أو تسمع كلاما مؤثراً تقول:

الكلمات يما .. الكلمات ..

وعند رؤيتها جنود ومجندات جيش الاحتلال واقفين على الجسر، تغضب وتصيح: ملعون أبو الاحتلال .. 

الحرية يما .. الحرية أهم إشي في العالم .. الحرية.

ثم تراجعت صحتها.. فكانت تقول: الصحة يما .. الصحة أهم إشي ..

كلها أهم "إشي" يما .. الحب، الحرية، الصحة العدل، الخبز، الكرامة، والعيون والشمس والورد .. والأرض .. كلها يما .. كلها..

ملعون أبو الاحتلال!

******

الأرض كلها ممر ..

هذا الممر الذي لا يشابهه ممر في الكون .. نمر إليه، عليه، وفيه، ومنه جميعاً ..  ممر المهاجر الى  منزله الاول وممره إلى منزله الأخير .. وبينهما منازل لا تعد. ممر واحد تتفرع منه ممرات الصمت والكلام  .. والحب والخصام والحرب والسلام .. والظلم والظلام!، وممرات بين بين. لكنه يزداد غرابة وغربة حين يقطعه جدار أو حاجز مصطنع أقامـه احدهـم ( فرداً أو جيشاً أو دولة ) ظلما وعدوانا أمامك، ليمنعك من الوصول إلى بيتك. جدار حاجز يقول لك: قف! هنا ينتهي الممر .. ويبدأ الاحتلال! هكذا يصبح الجسر سداً .. والممر ساحة حرب. قف فأنت لست حرا! .. قف! أين تصريح المرور؟

الحرية يمّا.. ملعون ابو الاحتلال

*******

" يتوقفُ الإنسانُ بل يوقَف .. 

فيرى أمام العينِ ما سمّوهُ ميزانَ القوى:                    

المدفعُ الرشاشُ في كفة .. 

ووريقة التصريحِ في كفة .. 

فإذا وقفت بدونها .. 

لن تدخلَ الضفة .. 

لم أطلب التصريح، 

ومررت، 

ودخلت .. 

وامتدت الزفة .."

*********

ملعون أبو الاحتلال ..

"تسللت" ظهراً من عمان إلى نهر الأردن إلى أريحا الى بيتنا في رام الله بعد حرب عام 1967 بعامين. كان هذا في 4 يونيو 1969.




أمشي مِنَ الدنيا إلى وطني على هذا الممر!

هنا ممر الحرية .. وهناك بلدنا ..

أميرة مكبلة ..

محبوسة ومُدَلّلة ..

يُدللها الشهداء كل يوم .. ويدللها الجرحى والأسرى والمقاتلون من أجل الحرية .. ويدللها كل الذين يحبونها. 

لكننا، عربا ومسلمين، لم نعد نعرف الشهيد من القتيل، كثرت المعارك، وكثرت المواقع، وكثر الأعداء، فأصبح لكل منا تصنيفه الخاص للشهداء والقتلى! 

ملعون أبو الاحتلال!

********

صاحت : يما .. كيف جيت؟

جيت مشي وسباحة وركض ونط ..

إني عبرتُ النهرَ ثم دخلتُ مثل الفاتحين!

لا شيء .. لا تصريح في جيبي .. ولا حتى جواز للسفر ..

هل كان في كفيهِ تصريحٌ ..  صلاحُ الدين؟

الفرقُ أني قد عبرتُ بدونِ أسلحةٍ .. 

وبدونِ جيشٍ ظافرٍ .. وبلا ظفر!

كلّ المسافةِ قفزةٌ .. فقفزتُ ثم عبرتُ واجتزت الممرّ!

هذا ممرٌّ صارخٌ في البرّ 

الحرية يما .. الصحة العدل، الخبز، الكرامة، والعيون، والشمس والورد .. والأرض .. كلها يما .. كلها.. أهم إشي" في العالم ..

ملعون أبو الاحتلال!

هناك تعليق واحد:

مجيد يقول...

شكرا للصديق العزيز احمد خليل لاستضافته لي في مدونة نعيمة .. صباح الفل ..