مارى كورى اتولدت فى بولندا لما كانت روسيا محتله وارسو وعامله الروسى لغه رسميه ومانعه الناس تتكلم او تغنى بولندى او تحكى قصص التراث البولندى. ابوها كان مدرس وكان بيعلمه بولندى فى السر وبيعرفها التراث البولندى. ولإنها عبقريه فكانت من وهى عندها اربع سنين بتقرا وبتكتب بطلاقه.
لما خلصت تعليمها الثانوى ماكانتش الجامعات فى بولندا (وفى بلاد اوروبيه تانيه) بتقبل ستات. مارى واختها كانوا عايزين يكملوا تعليمهم فاتفقوا ان اختها الكبيره تروح تدرس طب فى باريس ومارى تشتغل وتبعت لأختها فلوس لحد الأخت ماتستقر وبعدين تبعت تجيب مارى. فعلاً مارى راحت تشتغل مربيه عند اسره غنيه فى الريف وهناك اتعرفت على ابن العيله دى اللى كان اول حب فى حياتها لكن العيله رفضت الحب ده لإنها مش من مستواه.
مارى اكتأبت من الرفض ورجعت لوارسو عند باباها وهناك إكتشفت "جامعه سريه متنقله" عاملينها البولنديين من ورا قوات الإحتلال الروسى وفيها بدأت تدرس كيميا وفيزياء وتأكد عندها حبها للعلم فسافرت عند أختها فى باريس.
فى باريس دخلت السوربون ومن اول سنه بان نبوغها وذكاءها لكن كان لازم تشتغل فلقت وظيفه فى معمل الباحث الفرنسى بيير كورى اللى كان بيعمل أبحاث فى المجال المغناطيسى.
قصه الحب بين مارى وبيير كانت السبب انها قررت تعيش فى فرنسا وماترجعش بولندا. قصه النجاح العلمى للزوجين ودورهم فى اكتشاف الراديوم والبولونيوم طبعاً معروفه.
اكتشاف الراديوم خلاهم يكسبوا جايزه نوبل فى الفيزياء مناصفه مع بيكوريل.
المدهش ان اللجنه المانحه ادت الجايزه فى الأول مناصفه بين بيير وبيكوريل من غير مارى، لكن بيير اعترض وبعت للجنه جواب قال فيه انها تستحق الجايزه زيه تمام فاللجنه اضافت اسمها.
بيير مات فى حادثه تحت عجلات عربيه بحصان فى يوم ممطر وعاصف سنه ١٩٠٦ ومارى اخدت مكانه كبروفيسور فى السوربون. وكملت ابحاثها المهمه اللى خللتها سنه ١٩١١ تاخد جايزه نوبل تانيه فى الكيمياء وتبقى الإنسان الوحيد اللى اخد جايزتين نوبل فى فرعين مختلفين من فروع العلم.
فى الوقت ده كانت مارى فى علاقه عاطفيه مع فيزيائى فرنسى تانى بس كان متجوز وعنده اولاد، مرات الفيزيائى ده اخدت جوابات مارى لجوزها وادتها لصحفى فرنساوى عرص فنشرها فى اليوم السابع بتاعه باريس فى الوقت ده. والدنيا اتقلبت. الصحف هاجمت "الأجنبيه" العاهره اللى عايزه تهدم بيت عالم فرنسى محترم واتلم "المواطنين الشرفاء" حوالين بيت مارى كورى بيهتفوا "الغازيه لازم ترحل" ....
حتى لجنه جايزه نوبل بدأت تناقش ان كانت مارى كورى فعلاً تستاهل الجايزه وطبعاً صاحبها الفرنساوى خلع منها ورجع لمراته.
مارى بعدت عن الأضواء وقررت تعمل معملها الخاص لدراسه الإشعاع "معهد الراديوم".
لما قامت الحرب العالميه الأولى كانت الاشعه مهمه جداً لتشخيص الكسور بس الجيش الفرنسى كله عنده جهاز أشعه واحد. مارى ابتكرت اجهزه اشعه خفيفه ومتنقله بتتركب على عربيه نقل، واتعلمت السواقه مخصوص وخدت بنتها ايرين وكانوا بيروحوا الجبهه يعملوا اشعه للمصابين. يقال ان الأجهزه دى ساعدت فى تشخيص وعلاج مليون مصاب.
ورغم ان الجهود دى غيرت شويه من نظره الناس لمارى الا إن الحكومه الفرنسيه وقتها عمرها ماإعترفت أو شكرت أو كرمت مارى على جهودها.
بعد الحرب بسنين صحفيه امريكيه عملت حوار مع مارى كورى واكتشفت ان مارى عمرها ماعملت براءه اختراع لإكتشافاتها وانها بالتالى معندهاش فلوس لأبحاثها وان معهد الراديوم معندوش راديوم لأبحاثه. راحت الصحفيه دى لأمريكا وعملت حمله جباره لمارى. الستات فى امريكا وقتها (١٩٢٠) كانوا لسه واخدين حق التصويت وكانت مارى بالنسبه لهم نموذج وموديل محتاجينه. سنه ١٩٢١ راحت مارى فى جوله غير عاديه فى امريكا، اتكرمت فى كل حته ودخلت قاعه كارنيجى فى نيويورك على ٣٥٠٠ واحد ست صقفوا لها وقوفاً لمده ٥ دقايق، وانتهت الجوله بعد اسابيع فى البيت الأبيض وهناك الرئيس الأمريكى اداها الهديه اللى جابوها لها من تبرعات الشعب الأمريكى جرام واحد من الراديوم كان كافى لإنها تستكمل ابحاثها..
مارى كورى ماتت وعندها سبعه وستين سنه مصابه بأنيميا خبيثه واتدفنت جنب جوزها بيير وكان الإعتقاد السائد ان سبب مرضها هو الإشعاع الناتج من إن جسمها امتص كميه الراديوم اثناء محاولتها استخلاصه وبالمعنى ده اعتبروها شهيده للعلم.
فى عهد فرانسوا ميتران قررت الحكومه الفرنسيه استخراج رفات الزوجين ودفنهم فى الضريح القومى الفرنسى للعظماء. لكن لإن الراديوم بيفضل مشع لمده الف وستمائه سنه فخافوا العمليه دى تعرض زوار الضريح للإشعاع فقاموا بقياس الإشعاع فى الرفات وفوجئوا إن نسبته عاديه وده معناه ان الإشعاع اللى سبب المرض ماكانش من الراديوم ولكنه كان من اجهزه الأشعه اللى استخدمتها على الجبهه أثناء الحرب العالميه الأولى لمساعده الجنود الفرنسيين.
مارى كورى ماتت فعلاً شهيده ولكن للوطن اللى سافرت له للعلم وفضلت فيه بسبب الحب.
مارى كورى كانت اول سيده تتدفن فى ضريح العظماء الفرنسى ولما رفات مارى كورى كان فى طريقه للضريح فى باريس كان على جانبى الطريق جموع من الفرنسيين لتحيه السيده الجليله. جموع مختلفه عن تللك اللتى التفت حول بيتها يوم تطالب بطردها من البلاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق