السبت، 18 يوليو 2015
نص جميل للصديقة العزيزة ياسمينة فيصل " انسانة"
الاثنين، 13 يوليو 2015
حكايات المندرة للصديقة العزيزة رندا شعث . جزء اول
حكايات المندرة
الجبل - الباب البحري
أفيق قبل الجميع وأخرج من الباب البحري متجهة الى الجبل. أمارس هواية غرز قدمي وسيقاني النحيلة في رماله البيضاء الناعمة - صباحا تكون باردة وحنونة. أبقى فيها حتى تستيقظ أمي وأسمعها تسأل عن مكاني لا تسمح لي عادة بالخروج الى الجبل وحدي. أتجه نحو البيت الكبير عائدة بنفس التمثيلية. أملأ الكوز الألمونيوم أعطتني اياه جدتي للعب ممتلئا حتى آخره بالرمل وأصيح "لبـــــــــن"...
الجبل كان ملعب الراكيت اليومي لخالاتي وأصحابهم من الحي. يسمح للصغار أن يتربعوا أعلاه مكتفيين بمراقبة المباريات، والبحث عن الكنز الذي قيل أنه مدفون في الرمل.
حين كبرت قليلا وسمح لي باجتياز الباب البحري وحدي كنت أذهب لبائع الجرائد على الكورنيش وأعود بها لأمي. يوم الأربعاء كان يوما خاصا. أستيقظ أبكر من عادتي وأركض الى الكورنيش قبل أن يصل بائع الجرائد فلا تفوتني نسختي من مجلة سمير.
كل يوم في أجازة الصيف الطويلة بعد الافطار نسرع نحن الأحفاد الى البحر بالمايوهات والشباشب ( والعوامات لمن لا يعرف العوم) نحجز شمسية للكبار ولا ننتظرهم. نكون هناك عند البرميل المعدني تحيط به الطحالب الخضراء. الا لو كانت الراية حمراء أو سوداء، ننتظر وقتها أمي وخالاتي. هم يلحقون بنا على مهل بالبشاكير والبرانس والسندوتشات تكفي بقية اليوم.
بعد البحر
بعد يوم طويل في البحر نعبر الكورنيش ثم شارع الحرية الذي أصبح جمال عبد الناصر ثم الزعيم ويكون انتهى خطر السيارات. ندخل عبر البيوت الصغيرة والكبائن الخشبية - نطلع منها الى جبل الرمل الأبيض الى بيت جدي عبر البوابة البحرية.
ترشنا أمي بخرطوم الجنينة تخلصنا من الماء المالح والرمال التي تخللت كل شبر وتشابكت حتى في شعرنا. يوم واحد في الأسبوع يأتي دور البابور والحلة الكبيرة وحمامنا الساخن. بعد الأكل نصل أسخف فترة في اليوم. نوم بعد الظهر كان مقدسا لأمي. فتجبرنا على النوم في نفس الوقت لتقي نفسها من ضجيجنا. تحرمنا من اللعب في الحديقة ساعة كانت تبدو لنا كالدهر.
كانت لا تتركنا حتى تأكدت أننا نمنا. ننام غصبا. حين كبرنا قليلا تخلت عن اصرارها بأن ننام وتركتنا نقرأ المجلات في السرير. المهم أن لا تسمع صوتا. ويا ويله وسواد ليله ان سمعت شجارا بيننا.
ثم أخيرا ننزل للحديقة. يجتمع أطفال وفتيان حارتنا. أولاد عم يحي في الدور التاني، أولاد الحاج عبد الفتاح وأولاد عمر مكرم من الفيلا الخلفية. نلعب في الجزء الرملي تحت شجرة التوت. مساحة كبيرة وتكفينا عن النصف الآخر عند شجرة الكافور والجزء الخلفي حيث شجرة الزيتون والجوافة والنخلات المسماة على اسم كل خال وخالة.
تختار كابتن الفريقين الذين بدورهما يختاران أعضاء فريقهما بطريقة مصر/سوريا. العاب شتى خاصة "كرة صلح" التي يفوز فريق منهما بأن يصيب الفريق الآخر واحد واحد بالكرة. استغماية حين تظلم والحديقة بها مخابئ ومتاهات كثيرة. تأتينا خالتي رواء بسندوتشات العشا بعد أن تفشل أمي بإقناعنا الطلوع لأكلها. نهرب منها ونصيح "خبي ديلك يا عصفور".
يحين وقت النوم. تحدده أمي وتصر عليه وتخرجنا من الجنة مع ان أهالي بقية الاولاد كانوا ليتركوهم للسهر. أبكي وأنا أطلب منها السماح بالفرجة على فيلم السهرة حين صار في بيت جدتي تلفزيون. بصرامة أمي المعهودة ترفض وتنتظر حتى أغمض عيني. أشم رائحة لب البطيخ وهو يحمص في المطبخ. تعاطفا من خالتي غيروا مكان التلفزيون ليكون قريبا من باب غرفة نوم الاطفال. ونادوا علي سرا حين تخلد أمي للنوم أخيرا لنبكي ونضحك سويا على الأفلام.
رمضان
تشترك العائلة كلها صغيرها وكبيرها في تحضير سفرة الافطار على صوت ابتهالات النقشبندي تأتينا من الراديو الكبير في غرفة الطعام. جدتي لها من الابناء ثمانية - وأحفاد وصل عددهم قبل رحيلها واحد وعشرين. شفشق قمر الدين بلونه البرتقالي يزين المائدة المغطاة بالمفرش البلاستيك بورود خضراء وحمراء.
أثناء الأكل نستمع الى المسلسل الاذاعي "سماح والليالي الملاح". بيت تيتة لم يعرف التلفزيون ولا سخان الماء إلا بعدها بسنوات.
قبل غسيل المواعين والحلل، نصطف جميعا الأحفاد خلف خالتي الصغرى حسناء تؤمنا في صلاة العشاء. تحفظنا آية جديدة أو حديث، وتشرح لنا حكمة رمضان.
نقف في المطبخ نسلي خالتنا وهي تعمل. كل ليلة مسابقة في الغناء. يخسر الجميع، ويبقى لنهاية المسابقة خالد وأنا. برع في اتقان أغان أم كلثوم بصوته القوي وتميزت أنا بأغاني فيروز. وربحت المسابقة دائما - لا لتميز صوتي لأن خالتي كانت تفضل أغاني فيروز..إلا أن انتبه وبدأ بحفظ أغانيها.
الكحك والمواسم
بيت المندرة مواسم. موسم المربات حسب ظهور ونضج فاكهتها بالحديقة اللارنج والجوافة والعنب والبلح. موسم الكسكسي تفركه تيتة وتبخره وتغطيه ليمتلئ البيت بقماش أبيض نظيف. موسم الكحل من لبان الدكر وتعبئته في أنابيب دواء صغيرة بعد تنظيف المطبخ من الهباب الاسود. موسم ورق العنب وجمعه وتخليله ليكون متاحا طوال الشتاء. موسم الليف ويكون لكل فرد منا ليفة للحمام مبطنة بقماشات ملونة تجمعها تيتة من القصاقيص. موسم الداير وربطات الشعر المطرزة...أما البلح فله مواسم كثيرة. تدكيره، وفي شهر آخر جمعه وتقسيمه: بلح الزغلول الممتاز للأكل، وغيره للمربي وغيره للتجفيف والعجوة،والتسكير، والبلح السماني يترك لأكل الرطب.
باعتباري الحفيدة الاولى وابنة صفاء البكر التي ساعدت جدتي في رعاية بقية الابناء حين مات جدي صغيرا كنت دائما ألقى معاملة مميزة. فكحلي يعبأ في مكحلة نحاسية منقوشة، ولي ثلاث ليفات واحدة طويلة لدعك الظهر واثنتان صغار.مربى البلح محشوة بلحة بلحة باللوز (بالسوداني لباقي البرطمانات)أما صفيحة كعكنا فعجميتها مخلوطة بعين الجمل.
في منتصف شهر رمضان يبدأ موسم الكحك. ورشة عمل عظيمة في بيت أم صفاء تعمل حتى ليلة العيد تكون الصواني في ذهاب وإياب من الفرن. يعمل الجميع تحت ادارة جدتي خالاتي والأحفاد الكبار وأحيانا بنات الجيران. كحك سادة وكحك بالعجمية وقرص العجوة يحبها خالي حسين هي وبسكوت النشادر. تزدحم دولايب المطبخ بصفائح النيدو الممتلئة وعبثا تحاول تيتةتخبئتها من أيادينا الصغيرة والتهامها قبل العيد.
يقسم العمل العجين. العجمية. العجوة. الحشو. النقش. رش السكر. البيت الكبير مزدحم بمفترشات الأرض الطاولة الطعام الكبيرة كل يعمل في تركيز وصمت.
اقتصرت مساعدتي في مرحلة النقش وان لم ترضى جدتي عني أبدا. فانا أنقش الكحكات كما يروق لي نقوش سريالية وتجريدية وجدتي تعنفني وتعيد عجنها ونقشها بالطريقة التقليدية دائرية بخطوط متكررة متقاربة صائحة "كده ما ينفعش مش حا يمسك فيه السكر".
كل عيد تشكو جدتي للجميع " الكحك ما طلعش حلو السنة دي" ليرد عشرات الآكلين "ده أحلى كحك في الدنيا يا تيتة"..
عاقبة الخيال
بعد أن انتهينا من ابداعنا تماثيل الرمل المخلوط بالماء من خرطوم الحديقة زيناها بثمار شجرة الزنزلخت القصيرة تحت شباك المطبخ وورود الجهنمية الحمراء قطفناها من فوق الباب القبلي. جلسنا في الرمل وبخيال طفلة السابعة حكيت لباقي الأولاد قصة تفاصيلها مكتملة عن رجل وامرأة يحملان حقائب سفر وأطفال رأيتهما عند أدنى الجبل. كنت وأمي وأبي صباحا في شارع صفية وعدنا عن بالترمواي أبو دورين.
حكت اجلال ابنة الجيران لأمي قصتي وسألتها عن أسماء العائلة المسافرة. اعتبرت أمي أني أذنبت ذنبا رهيبا وكذبت وأن عقابي سيكون عسير سيأتي بعد أن أعترف بذنبي لجميع الأطراف وأن أعتذر لهم. كنا في أجازة نصف السنة والجو بارد وممطر. حملتني أمي ليلا الى بيوت الجيران وسط الرياح. بيت الشيخ يحي توقفني فوق الكنبة في صالتهم الخارجية لأعترف أن قصتي التي حكيتها لم تحدث وأني آسفة لكذبي. منه الى بيت الأستاذ عبد الفتاح أوقفتني فوق طاولة الطعام الكبيرة وأنا أرتعش لأعترف بجرمي. وحكمت أن أقضي بقية الأجازة محرومة من اللعب في الحديقة وأنني لن أغادر حتى غرفة نومنا.
لم أنم ليلتها من احساسي بالذنب ومن الخوف. الليلة الثانية أخذتني خالتي رواء وحسناء لأنام معهم في السرير الكبير بالغرفة البحرية. لعبتا معي لعبة الدغدغة تحت اللحاف كي ندفئ الملايات الباردة وأقدامنا المثلجة. وفي اليوم الثالث طلبتا السماح من أمي لتعفو عني.. وأعود للعب في الحديقة.
البوك
نستيقظ كل صباح على نفس السؤال. يكون بائع اللبن منتظرا عند الباب القبلي وتيتة تتساءل "ما حدش شاف البوك بتاعي؟" تضع حلة اللبن تغلي وهي ما زالت تبحث عنه. في البوفيه، في درج ماكينة الخياطة السينجر، في جيب الروب، على سجادة الصلاة ويتكرر السؤال حين يأتي وقت ابن الجيران وهو ذاهب لشراء طعمية الافطار. "البوك" حافظة نقودها الجلدية تحتفظ فيها بفكةالنقود وببطاقة التموين.
ومع ذلك فجدتي منظمة - حتى وان غيرت تنظيم عفش الغرف من حين الى آخر. إلا أن غرفتها بأثاث زفافاها تبقى كما هي. خزانة كبيرة ذات أضلاف ثلاثة،بمرآة طويلة داخل بابيها. تسريحة بأدراج وصندوق زجاجي ومرآة ورف صغير لأدوات الزينة وطاولتين صغيرتين بجانب سريرين متوسطي الحجم. خاتمها وقرطها الذهبي في علبتهم القطيفة بجوار زجاجة العطر في دولابها ذو المرايا. والبشاكير وملابس النوم وطرح الصلاة في الأدراج الخشبية. فقط تغير مكان الفستق الذي تحبه تخبئه كل مرة في مكان وتتذكر مكانه بوضوح.
تيتة لا تطلب منا مساعدة في أعباء المنزل والحديقة إلا في شراء ما تنسى احضاره من السوق. ترسلنا لمصطفى الادكاوي البقال. يبعد مئات الأمتار من الناحية القبلية بدون عبور سكة قطار أبو قير. الطريق رملي آمن ممتد حتى محطة المندرة وبيت خالي عبد الفتاح. نعود أحيانا بالتموين مكون من زيت وسمنة وشاي وسكر حباته كبيرة ولونه أصفر ولا يحلي وصابونة غسيل وجاز. لأن الادكاوي بلديات جدي من ويعرفنا واحدا واحد كان ممكن أي منا الذهاب اليه والعودة بنصيب تيتة من التموين الذي يحفظه لها الى أن تأتي حتى لو تأخرت عن الميعاد.
نضع طلباتها في المطبخ ونركض للعب في الحديقة. يلاحقنا صوتها "ما حدششاف البوك يا ولاد؟"
السفر
وأنا في السادسة انتقلنا للسكن في لبنان. بعد هزيمة 1967 وفقدانه الأمل في تحقيق بيان 30 مارس قرر أبي بداية حياة جديدة والتدريس في الجامعة الامريكية في بيروت. بقينا نقضي كل أجازات الصيف في المندرة كما كنا ونحن نقطن القاهرة. إلا بعضها - سنوات زيارة تيتة أو خالاتي لنا في لبنان. سافرنا بالطائرة وسافر عفشنا بالمركب.
آخر يوم في الأجازة تتوتر جدتي. تحضر برطمانات العسل من منحل خالتي زكاء في مديرية التحرير. وعلب قرص العجوة. والكعك والمربات والكسكسى. حتى رحيلها وبعد رحيل أمي حافظت تيتة على تقليد تجهيز "الزيارة" لي. لم أعد الى بيتي مرة بعد رحلة المندرة إلا محملة بمكحلتي مليئة بالكحل وكيس كبير به دكر بط وزغاليل الحمام التي كانت تربيهم في الحديقة الخلفية.
صباح السفر يأتي الأخوال والخالات لتوديعنا. ينقلون حقائب السفر عبر الحديقة الكبيرة الى السيارة التي ستقلنا منتظرة قريبا من الباب القبلي عند سكة الحديد. الرمل يمنع السيارات من الوصول الى البيت. قبل رحيلنا تنهمك تيتة في كنس البيت الكبير بدلا من أن تقضي الساعات الأخيرة معنا. طالما عجبت لإصرارها وان حافظت على التقليد العائلي. اما كنس البيت كله قبل سفر المسافرين، اما الانتظار حتى وصولهم سالمين الى محطة وصولهم. "ما ينفعش نكنس البيت وهم مسافرين فال وحش - عليهم".
http://na3ema.blogspot.com/2015/12/blog-post_6.html. الجزء الثانى والاخير
الأربعاء، 8 يوليو 2015
اسطورة طوفان نوح للصديق اسلام امام
الجمعة، 3 يوليو 2015
نص جميل للصديقة الاديبة سلوى محسن " تلت مصر "
سلوى محسن- تلت مصر
عرفت معنى الهزيمة وانا طفلة، لما مرضت أمى اللى كانت تعالج فى البداية بوصفات جدتى، إلى أن عرف الطبيب الطريق إلى فراش مرضها. كانت الطرق مغلقة، والمرور استثنائى. شفت بعض المظاهرات – وكنا مضطرون للخوض فيها- وكان "البيريه" العسكرى لخالى الضابط بالقوات المسلحة هو مفتاح الحواجز ونقاط التفتيش. يخرج البيريه من شباك العربية فنمر دون تفتيش - أتعجب الآن من تلك الثقة التى كانت لرجال القوات المسلحة. كنا كلنا غرقانين فى دموع، وبندعى طول الطريق لتنجو أمى من مرض تأخر علاجه وأصبح شفاءه نادراً فى حينه. مكنتش أعرف من الحرب غير مرض أمى وساتر أسمنتى قدام باب بيتنا وشبابيك متلونة بالأزرق، وصفارة إنذار، وست شباب من بلدنا مرجعوش واعتبروهم شهداء، منهم عبد العزيز الراعى الفقير؛ الناياتى العايق كما عُرفَ فى قريتنا والذى كنت أعشقه، وتتركنى أمى فى صحبته وأخته من الصباح وحتى المساء أنا ومعزتى الصغيرة. عشت الهزيمة يتماً حتى اليوم، وفضلت دموع ماليه عينيا وانا بسمع كلمة هنحارب. رجعت من زيارة أمى وسمعت فى الشوارع " هنحارب" وغنيت هنحارب مع الولاد والبنات فى شارعنا، وشفت مظاهرات الشوارع اللى تزلزل الروح " كانت تخرج من شارعنا وكل الشوارع الجانبية يتجمعون فى الميدان يصطفون ويهدرون حتى يختفون عن عينى. سمعت " أحا أحا لا تتنحى" وكنت أبكى واجرى على بابا زى فوزية فى "سُك على بناتك"
- يابابا بيقولوا كلام عيب وبيقولوا عايزين يحاربوا؟؟ نظر إلى نظرة لن أنساها أبدا - وأنا التى لم ترى أبوها دامعاً- مزيج من الانكسار والحزن والرجاء وابتسامة تتخفى ودمع حيي، قال:
- خليهم يقولوا ماهو لازم نشتمه ونزعق له ونصرخ فيه ونخاف، وكمان لازم نحارب، دى سينا دى تلت مصر.
كان ابويا وقتها مدرساً للتاريخ والجغرافية لمرحلة الثانوى- جاب الخريطة وورانى سينا وحط صوابعى على كل جزء فيها وحفظنى على إيدى – وكانت أول وآخر مرة بابا يشرح لى تاريخ وجغرافية وكان الدرس الوحيد اللى سمعته منه سينا بصعودها وانكسارها- بابا لا يشرح لأبنائه أبداً وإن حدث فحدث ولا حرج !!.
واختزنت ذاكرتى وصفات جدتى لمرض لا يجدى معه سوى الطب، وجسد أمى المريض، وبيريه الجيش فى يد صلبة -رغم الانكسار- ووجه دامع، ونافذة زرقاء، وصافرة إنذار، وعبد العزيز الناياتى العايق اللى مرحتش معاه للمرعى تانى، ومعزتى ، وهنحارب، وأحا أحا لا تتنحى، وخريطة سينا مرسومة على كفى وأصابعى وتلت مصر الغالى جدا اللى رجع ومرجعش وبيرجع وهيرجع.