بدا الأزهر مسجدا ثم أصبح الجامع الأزهر ثم الأزهر الجامعة ثم صار جامعا وجامعة وشريفا..فكيف كان وكيف أصبح؟
لولا ظروف تاريخية بعينها لكان المسجد الأزهر كأىّ مسجد آخر فى الديار المصرية..فقد أنشأه الإستعمار الفاطمى لمصر حتى يكون بوق دعاية سياسية للسلاطين الفاطمية ومذهبهم الشيعى عام ٩٧٠ميلادية "د.سيّد القمنى.فى كتابه: شكرا بن لادن.بتصف "...وبزوال الإستعمار الفاطمى وعودة العباّسى السنّى وصراع العبيد والرقيق المصطلح على تسميتهم بالمماليك والمستجلبين من بلاد الترك والديلم والألبان على الحكم فى مصر وعلى السلطان..تمكّن العبد المملوك الظاهر بيبرس من حكم مصر عام ١٢٦٠ميلادية ولمّا كان فى حاجة سريعة إلى مسجد يدعو له ويضع لحكمه المشروعية(الشرعية.الشرعية) قام بإعادة فتح المسجد الأزهر مرة أخرى لنفسه كى يتمّ فيه الدعاء له كحاكم شرعى بإسم الإسلام عبر مشايخه الأزاهرة وجعل منه الجامع الأول الرسمى فى البلاد والمتحالف مع السلطة السياسية على نفس المنوال القديم والمستمر(نفس المصدر)..ثم جاء إلى البلاد إحتلال آخر بإسم نفس الإسلام أيضا هو الإحتلال العثمانى عام ١٧٦٠ميلادية ذلك الإحتلال الذى كان مؤرَّقا بنفوذ وقوّة المماليك الذين بنوا مساجدهم لأنفسهم يُدعى لهم فيها ليل نهار مثل مسجد قلاوون وبرقوق وغيرهما.ممّا إضطرّ العثمانيين إلى إصدار فرمان سلطانى بتحويل المسجد الأزهر إلى المؤسسة الدينية الأولى فى مصر وإعلانه المسجد الرسمى التابع للسلطنة مباشرة ويُدعى فيه للسلطان العثمانى فقط ، تم ذلك بعد مائة وخمسين عاما من بدء الإحتلال..فأقيمت له مشيخة ذات تراتب وظيفى عُيّن على رأسها أول شيخ رسمى للأزهر هو الشيخ الخراشى..وأظنّ من هنا جاء النداء والإستغاثة بقول(يا خراشى) مثلما جاء من بعد يا عدوى زمن الخديوى إسماعيل وإن كان للعدوى شأن آخر. المهم.حُدّدت وظيفة الخراشى بالولاء للسلطان.مرّة أخرى.الوظيفة هى الولاء للسلطان.ثم تنظيم أمور المسجد والإشراف على أوقافه ورئاسة مشايخه لتمكين السلطان من إستخدام الدين للسيطرة على البلاد فى مواجهة التمرّد المملوكى الدائم.نفس المصدر السابق..
وعند دخول الحملة الفرنسية إلى مصر شارك المسجد الأزهر فى مناهضتها لأن البلاد أرض السلطان لكن نابوليون أدرك أهمية هذه القيادات الدينية فأشركها فى ديوان الإدارة الذى أسسه لإدارة شئون البلاد ومن بين هؤلاء المشايخ من كتب قصائد الشعر الغزلى المكشوف غراما وصبابة فى ضباط نابوليون
وعيونهم الزرقاء وشعورهم الذهبية".د.القمنى.نفس الكتاب".ثم جاء الإنجليز ليحتلوا مصر بعد الفرنسيس والأزهر على حاله ومكانته...إلى أن قامت حركة الضباط الأحرار فبدأ عهد جديد للأزهر أكبر إتساعا وسطوعا وإرتفاعا ولم يتوقف منذ ذلك الحين..وهكذا تقلّب الأزهر ما بين الشيعى والسنى والمملوكى
والمملوكى والعثمانلى والفرنسيسى والبريطانى والملكى المحافظ والثورى والرجعى والتقدمى والإشتراكى والرأسمالى والوسطى والتطرفى منذ بدأ حتى أصبحت مشيخة الأزهر تتمّ بالتعيين من رأس السلطة السياسية منذ الضباط الأحرار وأصبحت مهمّته الأساسية هى تبرير توجّهات الجهاز الحاكم
السياسية مقابل منح وأعطيات ومقامات رفيعة مثل لقب الإمام الأكبر إضافة إلى قوانين ببعض السلطات منذ عام ١٩٦١م مقابل سكوت الأزهر عن القوانين الإشتراكية بل ودعمها وتأسيسها فى جذور الإسلام نفسه التى تتسع لكل تبرير وذلك جنبا إلى جنب مع الحشد الغنائى والفنى والإعلامى لتأكيد الدينى..
وفى الغد سنظلّ مع الأزهر وشرفه وقوانين مزاياه...شكرا لدكتورنا العظيم د.سيّد القمنى.شكرا بن لادن
(٢) هل الأزهر ضمن المعلوم من الدين(بالضرورة)؟وهل الأزهر(ضرورة)؟..لقد نصّ القانون رقم ١٠٣لعام ١٩٦١م على حقّ الأزهر فى البحث فى الدراسات الإسلامية مع تجديد(لاحظوا تجديد) الثقافة الإسلامية وتجريدها(نعم تجريدها) من الفضول والشوائب وآثار التعصب السياسى والمذهبى(هكذا فى القانون)!!
مع توسيع نطاق العلم بها وتحقيق التراث الإسلامى ونشره(فهل تمّ ذلك أو بعضه؟؟)..لكنّ الإبهام العام فى القانون وفى فقرة محدّدة فيه كان هو السند للأزاهرة فيما بعد..خاصة فى الفقرة التى تتحدث عن بيان الرأى فيما يجدّ من مشكلات مذهبية وإجتماعية تتعلّق بالعقيدة..تلك الفقرة التى تعنى فى الحقيقة إمكانية فتح باب الإجتهاد لا غلقه نهائيا كما حدث.لأنهم إعتبروها بالتأويل وكأنها تعنى أن الأزهر وحده هو صاحب الرأى الملزم فى تقدير الشأن الإسلامى بفرض رقابته على المصنفات الفنية والثقافية فى المجتمع المصرى "د.القمنى.نفس الكتاب.".ثمّ تكرّر تضخّم الأمر مرّة أخرى عندما أطلقالرئيس السادات(غفر الله له) يد الأزاهرة والمتأسلمين المتشدّدين والمتطرّفين فى كلّ ساحات مصر تمهيدا لقبول الصلح مع إسرائيل والإنصياع للغرب.إقتصادا وسياسة.فقام بتوسيع فقرة الشريعة الإسلامية فى الدستور لتصبح المصدر الرئيسى للتشريع لا مصدر رئيسى فقط.فأضافت الألف واللام إلى جسد مصر المنهك والمتهالك آلاف الأوجاع والآلام والتى مازلنا نعانى منها وسنظلّ إلى أن نفيق من الأوهام..وعندما منح النظام لشيخ الأزهر المعيّن بواسطته لقب الإمام الأكبر أصبح وكأنه صاحب الرأى فى كلّ ما يتّصل بشئون الإسلام بل هو المسئول عن الإسلام فى الأرض.فتحوّل الأزهر بهذا إلى فاتيكان الإسلام كما تحوّل الإمام الأكبر إلى باباه...وممّا يؤكّد تضخّم الأزهر بدءا من حركة الضباط الأحرار وما بعدها أنه قبلها كان فى كلّ أنحاء مصر..
سبع مدارس أزهرية إبتدائية وثانوية فى كلّ ربوع وأصقاع مصر تحت لقب مفخّم هو المعاهد الأزهرية.فتأملوا.سبع مدارس فى كل مصر.فى زمن بقايا الدولة الحديثة التى أسسها محمد على(الألبانى) لكنها بقدرة قادر أصبحت الآن(إحصاء ٢٠٠٤) تزيد عن ستة آلاف معهد إضافة إلى حوالى ثلاثمائة معهد عال للعلوم الدينية وحدها مع عدم تبعية ذلك كله لوزارة التربية والتعليم على الإطلاق!!! وبلغ عدد تلاميذ المراحل قبلل الجامعية مليونا ونصف المليون(٢٠٠٤).تمّ إحتضانهم جميعا فى عمليات عسكرة فى معسكرات أبى بكر الصدّيق وعمر بن الخطّاب الصيفية!! كما تمّ تحويل الأزهر من جامعة لاهوتية إلى جامعة.كاملة لكل ألوان العلوم الدنيوية.هندسة.طبّ.علوم.صيدلة.عمارة.تخطيط.وخلافه..إضافة إلى ثلاث عشرة كلية لها فروع فى المحافظات..والشرط الوحيد... للقبول أن يكون الطالب مسلما فقط(ولا عزاء للمواطنة وتكافؤ الفرص والدستور)..ممّا أنتج لمصر آلافا من الخرّيجين موزّعين على مؤسسات الدولة تمّ تشكيلهم على أساس عنصرى طائفى بامتياز تام..وعدا هذا الشرط لا شروط أخرى.فمصروفات ما قبل الجامعة فى المعاهد الازهرية جنيهان!! وفى الجامعة خمسة جنيهات(صحيحة) فتأملوا يا ناس ويا أهل الوطن ويا أصحاب المال!! مع إمكان الإنتقال إلى إمتحان الدور الثانى بأربع مواد رسوب إضافة إلى القرآن
وهكذا ضمّ الأزهر جميع الفاشلين علميا ليلقنهم فنون التطرف والعنصرية والطائفية ليخرّج لنا فى كل عام إثنى عشرة فى المائة من نسبة خرّيجى التعليم فى مصر كلها مشكّلا بهم بنيته التحتية ومليشياته العسكرية وقت الحاجة..شكرا" بن لادن..د.سيّد القمنى"
تنويه التاريخ المذكور فى النص وهو١٦٧٠م هو تاريخ صدور الفرمان السلطانى بتبعية الأزهر رسميا للسلطان العثمانى ليدعى له فيه حصريا.، اما تاريخ الاحتلال فكان ١٥١٧.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق