الاثنين، 13 سبتمبر 2010

من مدونة الصديق "انا وهؤلاء"



19 يوليو, 2010


أمل حياتي    http://mogradfekr.blogspot.com/2010/07/blog-post_19.html

       لم يكن صديقنا يؤمن بما يعرف بالحب ، كان دوما يري ان الحب يأتي بعد الزواج، وحب ما قبل الزواج حرام ، وحتى  مجرد علاقة صداقة بفتاة حرام . ذلك لم يكن ذنبه لانه نشأ في مجتمع يرسخ هذه العادات ويري من يخالفها نشاذا في المجتمع .ولا يسلم من ألسنة العامة ، الي ان اتي ذلك اليوم من ايام الجامعه حين رأها .... لم تكن كبقية الفتيات ،علي الاقل من وجهة نظره .... حين وقع نظره عليها شعر بإحساس غريب وقشعريرة دافئة تسري في جسده . لقد رأي فينوس هذا العصر وأدرك في داخله انه ثمة شيء مختلف في هذه الفتاة ، شيء ما يجذبه اليها بشكل غريب  ، ودافيء في نفس الوقت . حاول صاحبنا طرد صورتها من مخيلته واللحاق بموعد المحاضرة فقد تأخر ، طوال المحاضرة لم يستطع ان يطرد صورتها من مخيلته ، وفي قرارة نفسه سؤال يلح : ما الميزة في هذه الفتاة ؟ مالذي جعله ينجذب اليها بهذا الشكل الغريب؟ مع انه لا يعرفها اساسا ،ولأول مرة يراها.  أول مرة يشعر باحساس الانجذاب لطرف اخر غير ابويه واخوته ....احساس يشعره بالرغبة في ضمها اليه بشدة واحتوائها واخفائها عن اعين الجميع . وتردد في قرارة نفسه سؤال اخر هل وقع في المحظور؟ هل هذا الشعور هو الحب من اول نظرة ، الذي طالما سمع عنه في الافلام ؟
   انتهي اليوم وعاد صديقنا للمنزل واغلق عليه بابه وإستلقي علي السرير شاردا بنظره للاعلي يفكر فيما حدث ....في تلك الحظة انتزعته صوت امه :
- احضرلك الغدا.؟
- لا يا ماما مليش نفس..
- مالك يبني مش عادتك شكلك متغير وسارح بتفكر في ايه؟
- لا ابدا عندي مذاكرة كتير ممكن كباية شاي يا ست الحبايب..
- بس كده من عنيا..
    ويغلق الباب مرة اخري ويعود لشروده ويتسائل هل فعلا شيء ما تغير فيه كما قالت امه؟

      استيقظ صديقنا من النوم ليسرع الي الجامعه ، ولليوم التالي يراها ، نفس الشعور ذاته ولكنه اقوي هذه المرة .. خطر علي باله ان يذهب اليها ويسألها لم هذا الشعور تجاهها هي بالذات ؟؟؟ ولكنه سرعان ما طرد هذه الفكرة الغبية  . لم يكن لديه خبرة كباقي اصدقائه بأمور الفتيات ، ولم يكن يملك الجرأة الكافية ليبوح عما في داخله تجاهها ، اَثر ان يكبح مشاعره ويمضي في طريقة ولكنه في نفس الوقت يدرك انه يعلق نفسه بشيء مجهول لا يعلم عنه شيء وعليه ان يحسم امره...... كيف وهو لا يملك الجرأة ؟ لم يجد اجابة لهذا السؤال.....

      مرت الايام وهي يكتم مشاعره ويعلق نفسه بفرصة من صنع القدر ليتعرف اليها ، حتي يوم معين حين كان يصعد درجات السلم ليلحق بمحاضرته ، وبعفوية تامة يصطدم بأحدهم ويسمع صرخه خفيفة ليلتفت خلفه ويجد فينوس حياته علي الارض..... ونظرة غضب تجاهه ، وتخرج الكلمات منه بعفوية شديدة تعبر عما يدور بنفسه..
- انا اسف والله ما كنت اقصد انتي كويسة؟ طب حصلك حاجه طب اشوف دكتور الكلية.. الخ دون ان يترك لها مجال للكلام ...
- لا انا كويسة شكرا وتدير ظهرها اليه وتتركه في حيرة شديدة.

   هل ما فعله برعونه يقطع اخر صلة له بها كيف تلتفت لشخصاَ مثله بعد ما فعله؟ واخذ قرارا في قرارة نفسه ان يترك المحاضرة ويذهب خلفها محاولة لتصحيح ما فعل، او علي الاقل ان يدرك موقفها تجاهه.
- يا انسة بسسسسسس لو سمحتي
- افندم بتناديني
- معلش انا اسف كنت مستعجل مأخدتش بالي اعذريني
- انا قولت لحضرتك خلاص انا مسمحاك حاجه تانية؟
- اه انا مش مسامح نفسي تسمحيلي اعزمك علي حاجه
- لا اسفة انا معرفكش اصلا تعزمني بصفة ايه؟
- بس انا اعرفك كويس من اول مرة شفتك فيها..
- افندم انت تعبان ولا حاجه؟
- اديني فرصة افهمك.....
    يبدأ صديقنا بعفوية شرح ما حدث معه من اول مرة راَها بينما كم من العرق ليس بالقليل يتصبب من علي جبينه، ويسمع اول مرة ضحكتها لم تكن كأي ضحكة .. كانت ضحكة تليق بفينوس بحق
- ممكن اعرف بتضحكي ليه؟
- الكلام الي انت بتقوله ده معلش ميخشش دماغ عيل..
- والله هو ده الي حصل وانا مبكذبش.
- طيب حلمك وايه المطلوب مني؟
- ممكن اعرف اسمك؟
- أمل .....حاجه تانية؟
- مش عارف.. بس اللي عارفه اني عاوز اكون جنبك وخلاص ...
- ههههههه... خلاص احنا ممكن نكون صحاب.
- طب اعزمك علي حاجه بالمناسبة السعيدة دي..
- مفيش مشكلة..

      عاد صديقنا الي المنزل وقلبه يرقص طربا.. هاهو حلمه قد تحقق اخيراَ وتعرف الي فينوس،  وان لم يكن بالاسلوب الذي يريده لكنه علي الاقل جزء من حلمه قد تحقق..
      ولاول مرة يعرف معني لحياته، عرف معني ان تحيا من اجل شخص ما وان تسعي لاسعاده ولحمايته علي الاقل- من ناحيته هو -فقد كان الموضوع بالنسبة لها صداقة فقط. 

      توالت لقائاتهم وتعرف الي صديقاتها ، كان لا يري سواها ،هي فقط. من يكون و بجواره فينوس وينظر الي غيرها! الي ان اتي يوم اراد ان يحسم فيه  موقفه، ويبوح لها بحبه ...واختار اللحظة في الكافيتريا بينما كانا يتناولا الغداء .
- أمل
- نعم
- انا عاوز اقولك حاجه من زمان ممكن
- اتفضل سامعاك
- انا بحبك
- هههههههه
- ممكن اعرف بتضحكي ليه دلوقتي؟
- لاني عارفه وحاسه بيك من اول مرة شفتك فيها طريقة كلامك وكل حاجه كانت فضحاك بس مستنياك تقولها....
- طب وانتي موقفك ايه ؟؟؟؟
- هههههه عادي..
- تاني ويعني ايه عادي.... افهم منها ايه دي؟
- افهمها زي ما تفهمها...
- لا انا عاوز تفسير حددي موقفك من كلامي؟؟
- حاسب وقعت علي نفسك كده.....
- متغيريش الكلام 
- تفتكر في بنت تلاقي واحد زيك جنبها بقاله 4 شهور ومشافتش منه حاجه وحشة ومتحبوش؟ بس انا مش اي بنت .....
- ايوة برضه يعني ايه انا ميهمنيش اي بنت..... انا يهمني انتي بس
- يا اهبل كل ده وانت مش حاسس طبعا بحبك.... ومستنياك تاخد قرار استريحت كده اديني وقعت علي نفسي...
- هاهاهاهاهاهاها احسن كل ده ومطنشاني ماشي، هسامحك مأنا بحبك..

      هنا بدأت العلاقه تأخذ شكلها الحقيقي، ليحسدهم اصدقائهم ، فهما في نظرهم روميو وجوليت..... جوليت دفعت روميو لنجاح في دراسته ووقفت بجواره افضل من اي شخص اخر في حياته ، كانت الحافز الوحيد الذي يدفعه للتفوق، كانت تخفف عليه دوما الامه وتهون عليه صعوبات الحياة ، كانت الصديقة والحبيبة والام والاخت  .كانت كل ما يملكه في الدنيا ولكن دوما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن........
     إستيقظ صديقنا في يوم علي صوت هاتفه المحمول مذعورا متسائلا عن هوية الطالب في منتصف الليل
- الو مين معايا
- انا هبة
- ازيك يا هبة خير مال صوتك؟
- انت فين؟
- في البيت في حاجه؟
- البقية في حياتك
- في ايـــــــــــــه؟؟
- امل ماتت في حادثة وهي مروحة البيت
- ايه لا مش ممكن امل مين
- متقولش كده انت مؤمن بالله يبني انا لله وانا اليه راجعون..

    بعدها اقسم صديقنا علي نفسه ان يعيش مخلصا لها، ولحبه ، والي الانسانة الوحيدة التي فهمته ووقفت بجواره واستطاعت تغيير حياته ،.الوحيدة التي دفعته  للنجاح في دراسته ،ووقفت بجواره افضل من اي شخص اخر، وكانت الحافز الذي يدفعه للتفوق ، وكانت تخفف عليه دوما الامه ، وتهون عليه صعوبات الحياة ... كانت الصديقة والحبيبة والام والاخت .   كانت كل ما يملكه في الدنيا . تركته يخوض بحر الحياة المتلاطم الامواج وحيدا... ولكنه كان يدرك جيدا انه لا بد للحياة ان تستمر وانها سنة الحياة...



ليست هناك تعليقات: